الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص32
وهو مضطجع وحده ، فسل سيفه وقال : يا محمد من يمنعك مني ؟ فقال : ‘ الله ‘ فسقط السيف فأخذه رسول الله ( ص ) فقال له : ‘ من يمنعك مني ‘ قال : لا أحد أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ( ص ) وعاد إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام ، وفيه نزل قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم ) [ المائدة : 11 ] .
وفي السادس من جمادى الأولى غزا رسول الله ( ص ) بني سليم وهم في ناحية بحران قريبا من الفرع في ثلاثمائة رجل من أصحابه ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ، فلما علموا بمسيره تفرقوا ، فعاد ولم يلق كيدا بعد عشرة أيام
ثم سير سرية زيد بن حارثة إلى قردة وهي بين الربذة و غمرة ، ناحية ذات عرق أنفذه رسول الله ( ص ) إليها في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وهي أول سرية خرج زيد فيها أميرا ؛ ليعترض عيرا لقريش فيها صفوان بن أمية فغنمها وهرب من فيها ، وقدم بها على رسول الله ( ص ) فأخذ خمسها قيمة عشرين ألف درهم ، وقسم باقيها على أهل السرية .
وفي شعبان من هذه السنة تزوج رسول الله ( ص ) حفصة بنت عمر بن الخطاب وفي النصف من شهر رمضان من هذه السنة ولد الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام .
ثم غزوة أحد ، وسببها أن مشركي قريش لما عادوا من بدر إلى مكة ، وجدوا العير التي قدم أبو سفيان بها من الشام ، بأموالهم ، موقوفة في دار الندوة ، فمشى أشرافهم إلى أبي سفيان وقالوا له قد طابت أنفسنا أن نجهز بربح هذه العير جيشا إلى محمد ؛ لنثأر منه بقتلانا فقال : أنا وبني عبد مناف أول من يجيب إلى هذا ، وكانت ألف بعير ، والمال خمسون ألف دينار وكانوا يربحون للدينار دينارا ، فأخرجوا منها