الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص31
طلبا للخفة ، وكانت أزوادهم ، فسميت ‘ غزوة السويق ‘ وعاد رسول لاله ( ص ) في أصحابه بعد خمسة أيام من مخرجه ، فصلى عيد الأضحى وخرج إلى المصلى وضحى بشاة وقيل : بشاتين ، وضحى معه ذوو اليسار
قال جابر : ضحينا في بني سلمة بسبع عشرة أضحية ، وهو أول عيد ضحى فيه رسول الله ( ص ) وخرج فيه إلى المصلى للصلاة .
وفي هذه السنة كتب رسول الله ( ص ) المعاقل ، والديات ، فكان معلقا بسيفه وسميت هذه السنة عام بدر ؛ لأنها أعظم وقائعها فكانت غزوات الرسول الله ( ص ) فيها بنفسه سبعا وأسرى سرية واحدة
ثم دخلت السنة الثالثة من الهجرة ، فغزا فيها رسول الله ( ص ) غزوة ‘ قرقرة الكدر ‘ خرج فيها إلى بني سليم ، وغطفان ، ليجمعهم هناك ، فصار إليهم في النصف من المحرم ، وحمل لواءه علي بن أبي طالب ، واستخلف على المدينة عبد الله ابن أم مكتوم ، فلم يرهم ، وظفر بنعمهم ، فساقها ، كانت خمسمائة بعير ، فأخذ خمسها وقسمها بين أصحابه بضرار على ثلاثة أميال من المدينة ، وكانوا مائتي رجل فأخذ كل واحد منهم بعيرين ، وحصل في سهمه يسار ؛ لأنه كان في النعم فأعتقه ؛ لأنه رآه يصلي وعاد بعد خمسة عشر يوما
ثم أسرى رسول الله ( ص ) في قتل كعب بن الأشرف اليهودي محمد بن مسلمة في خمسة من الأنصار منهم أبو نائلة ، وكان أخا كعب من الرضاعة و أبو عبس وعباد بن بشر والحارث بن أوس بعد مشورة سعد بن معاذ ، وخرج يشيعهم إلى بقيع الغرقد وقال : امضوا على بركة الله في ليلة الأربع عشرة من شهر ربيع الأول فخدعوه ، حتى أخرجوه ، وقتلوه ، في شعب العجوز وأتوا رسول الله ( ص ) برأسه ، وسبب قتله أنه كان يؤلب قريشا على رسول الله ( ص ) ويهجوه بشعره ، وتشبب بنساء أهله .
وفي شهر ربيع الأول من هذه السنة تزوج عثمان بن عفان ، أم كلثوم بنت رسول الله ( ص ) ودخل بها في جمادى الآخرة .
ثم غزا رسول الله ( ص ) غزوة ذي أمر إلى بني أنمار حين بلغه جمع بني ثعلبة ومحارب ، فخرج في الثامن عشر من شهر ربيع الأول في أربعمائة وخمسين رجلا واستخلف على المدينة عثمان بن عفان ، فهربوا منه على رؤوس الجبال فعاد ولم يلق كيدا بعد أحد عشر يوما ، وفي هذه الغزوة وقف على رسول الله ( ص ) دعثور بن الحارث