الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص29
مال لي ، فقال : إن كنت مسلما فأجرك على الله ، ومالك عند أم الفضل دفعته لها يوم خروجك ، ووصيت به لأولادك ، فقال : إن الله ليزيدنا بك بيانا ‘ وفدا نفسه وابني أخيه بمائة وثلاثين أوقية ورقا ، وكان في الأسرى أبو العاص بن الربيع زوج زينب بنت رسول الله ( ص ) وكان ابن أخت خديجة فلذلك تزوجها ، وكانت رقية زوجة عتبة بن أبي لهب فقالت قريش لهما : انزلا عن ابنتي محمد نزوجكما بمن أحببتما من نساء قريش فنزل عتبة بن أبي لهب عن رقية وتزوجت عثمان بن عفان وامتنع أبو العاص بن الربيع من النزول عن زينب ، فلما أسر أنفذت زينب في فدائه قلادة لها جهزتها خديجة بها فرآها رسول الله ( ص ) فعرفها فرق لها ، وقال لأصحابه : ‘ إن رأيتم أن تمنوا على أسيرها فمنوا عليه ‘ وشرط عليه رسول الله ( ص ) أن يخلي سبيلها ، وأنفذ زيد بن حارثة إلى مكة حتى حملها إلى المدينة ، وأسلم أبو العاص بن الربيع ، فرد عليه زينب
قال ابن عباس بعد ست سنين بالنكاح الأول ، فلم يحدث شيئا ، وهذه الرواية إن صحت عن ابن عباس ، وقد كان الإسلام فرق بينهما ، يحتمل أن يريد بقوله : ‘ بالنكاح الأول ‘ أي لأجل النكاح الأول ، لأنه لولاه لعدل إلى غيره من السابقين الأولين
وقوله : ‘ ولم يحدث شيئا ‘ أي لم يحدث ، صداقا زائدا فلما أخذ المسلمون فداء أسرى بدر عاتب الله تعالى رسوله ، عليه فقال : ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ) [ الآية الأنفال : 67 ] ومات أبو لهب بمكة ، لأنه تأخر عن بدر بعد سبع ليال من نعي أهل بدر بالغرسة وترك ليلتين حتى أنتن هربا من عدواها ، وخضع لرسول الله ( ص ) بعد بدر جميع المنافقين واليهود .
وغزا غزوة بني قينقاع ، وكان سببها : أن رسول الله ( ص ) كان وادعهم حين قدم المدينة في جملة من وادعه من اليهود ، فكانوا أول من نقض عهده ، ونبذوه ، وأظهروا البغض ، والحسد ، فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله ( ص ) بقول الله تعالى : ( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين ) [ الأنفال : 58 ] فصار إليهم بهذه الآية في يوم السبت النصف في شوال بعد بدر ببضع وعشرين يوما واستخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر ، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب