الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص25
الكبرى ، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب واستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد ، وفي هذه الغزوة كنى رسول الله ( ص ) عليا أبا تراب مر به وقد نام وسفت الريح عليه التراب فقال : ‘ قم يا أبا تراب ألا أخبرك بأشقى الناس أحيمر ثمود عاقر الناقة والذي يضربك على هذا فخضب هذه يعني على رأسك فيخضب لحيته ‘
ثم سرية عبد الله بن جحش أنفذه رسول الله ( ص ) في جمادى الآخرة في اثني عشرة رجلا من المهاجرين ، وكتب معه كتابا ، وأمره أن لا يقرأه إلا ببطن مكة وتعمل بما فيه فلما حصل بالمكان قرأه ، وإذا فيه سر إلى نخلة بين الطائف ومكة وأرض لقريش لتعرف أخبارهم ، وتأتينا بها ولا تستكره أحدا من أصحابك ، فلما علموا أطاعوا ورضي كل واحد منهم وساروا ، وأضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما فعدلا في طلبه ، حتى بلغا بني سليم ومرت عير لقريش فيها ابن الحضرمي عائدة من الطائف تحمل خمرا وأدما ، وزبيبا ، ومعه فيها عدد من قريش ، فوقع في نفوسهم أخذ العير وكان أول ليلة من رجب وهم فيه على شك ، ثم أقدموا عليها ، فرمى واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله وأسر عثمان بن عبد الله بن المغيرة والحكم بن كيسان وغنموا العير ، وكانت أول غنيمة غنمها المسلمون فقيل إنهم اقتسموها ، وعزلوا خمسها لرسول الله ( ص ) ليسألوا عنها
وقيل : إن المسلمين ومن بمكة من قريش أنكروا فعل عبد الله بن جحش ، وما فعله من قتل وغنيمة في رجب وهو من الأشهر الحرم ، وقالت قريش : قد استحل محمد الشهر الحرام ، فأنزل الله تعالى ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير ) [ البقرة : 217 ] .
وفي هذه السنة استقبل رسول الله ( ص ) الكعبة و تحول عن بيت المقدس ، واختلف في وقت تحويلها فحكى الواقدي أنها حولت إلى الكعبة في يوم الثلاثاء ، النصف من شعبان بعد مقدمه بثمانية عشر شهرا صلى فيها إلى بيت المقدس
وقال قتادة ، وابن زيد : حولت لستة عشر شهرا في رجب