پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص23

سعد بن أبي وقاص في عشرة من المهاجرين وبنى رسول الله ( ص ) بعائشة رضي الله عنها بعد سبعة أشهر من مقدمة المدينة في شوال ، وكان قد تزوجها بمكة قبل الهجرة بثلاثة سنين في شوال بعد وفاة خديجة ، وهي ابنة ست سنين

وقيل : ابنة سبع وكان قد تزوج قبلها بعد خديجة سودة بنت زمعة ، وقدمت عليه بعد هجرته

واختلف أهل النقل في مدة مقام رسول الله ( ص ) بمكة بعد النبوة فقال الأكثرون : ثلاث عشر سنة وقال آخرون عشرة سنين ، ويشبه أن يكون هذا قول من زعم أنه قرن بإسرافيل ثلاث سنين ، ثم قرن بجبريل حتى نزل عليه الوحي

( فصل )

: ولما استقرت برسول الله ( ص ) دار هجرته ونزل المهاجرون على الأنصار آخى رسول الله ( ص ) بين أصحابه ، ليزيدهم ألفة ، وتناصرا ، ثم وادع من حوله من اليهود لتستقر بهم الدار ، وإنهم أهل كتاب يرجوا منهم أن يؤدوا الأمانة بإظهار ما فيه من ذكر نبوته ، فخانوا الأمانة وجحدوا الصفة ، وظهر المنافقون بالمدينة ، يعلنون الإسلام ويبطنون الكفر ، ويوافقون اليهود في السر على التكذيب ، وكان النفاق في الشيوخ ولم يكن في الأحداث إلا واحد وكان رأس المنافقين عبد الله بن أبي ابن سلول فصار فيهم رسول الله ( ص ) بقبول الظاهر من إسلامهم ، وإنكار الباطن من نفاقهم ، وقصدته اليهود بالمكر ، فحرضوا بين الأوس والخزرج ، وذكروهم تراث الجاهلية ليختلفوا فينقض بهم أمر رسول الله ( ص ) فأصلح بينهم ، وقطع اختلافهم وعادت ألفتهم وهو مع ذلك يدعوا إلى الإسلام حتى أذن له في القتال ، فكان أول لواء عقده في سنة مقدمه لحمزة بن عبد المطلب في ثلاثين رجلا من المهاجرين ، في شهر رمضان بعد سبعة أشهر من هجرته ليعترض عيرا لقريش فيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل فبلغوا سيف البحر واصطفوا للقتال ، حتى حجر بينهم ، مجدي بن عمرو الجهني فافترقوا وعاد حمزة ولم يلق كيدا .

ثم سرية عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب عقد له فيها رسول الله ( ص ) لواء في شوال ، وهو الشهر الثامن من هجرته على ستين رجلا من المهاجرين ، ليعترض عيرا لقريش فيها أبو سفيان بن حرب في مائتي رجل على عشرة أميال من الجحفة فتناوشوا ، ولم يسلوا السيوف

ورمى سعد بن أبي وقاص بسهم فكان أول سهم رمي في الإسلام ، وعاد ولم يلق كيدا .

ثم سرية سعد بن أبي وقاص في ذي القعدة بعد تسعة أشهر من هجرته عقد له لواء على عشرين رجلا ، ليعترض عيرا لقريش ، ففاتته فكانت له في السنة الأولة من هجرته هذه السرايا الثلاث