الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص21
وقال آخرون : أسعد بن زرارة وكانت هذه البيعة على حرب الأحمر والأسود والبيعة الأولة ، بيعة النساء على غير حرب ، وعادوا إلى المدينة على هذا
وأسري برسول الله ( ص ) إلى بيت المقدس بين بيعتي الأنصار في العقبة
قال الزهري قبل هجرته بسنة فأصبح وقص ذلك على قريش وذكر لهم حديث المعراج فازداد المشركون تكذيبا وأسرعوا إلى أبي بكر وقالوا له : إن صاحبك يزعم أنه قد ذهب إلى بيت المقدس ، وعاد من ليلته ، فقال : إن قال ذلك فهو صادق ، فلذلك سمي الصديق ووصف لهم رسول الله ( ص ) ما رأى في طريقه فكان على ما وصفه
واختلف في إسرائه هل كان بجسمه ، أو بروحه ؟ فقال ابن عباس : أسرى بجسمه
وقالت عائشة : أسرى بروحه وما زال جسمه عندي ، ولما صارت المدينة دار هجرة وصار من بها من الأوس والخزرج أنصارا امتنعت قريش أن ينصروا رسول الله ( ص ) عليهم فاجتمعوا في دار الندوة ليتشاوروا في أمر رسول الله ( ص ) وسمي ذلك اليوم لكثرة زحامهم فيه يوم ‘ الزحمة ‘ فقال قائل منهم : احبسوه في الحديد وأغلقوا عليه بابا ، وتربصوا به
وقال آخر : أخرجوه من بين أظهركم ، ولا عليكم ما أصابه بعدكم
وقال أبو جهل : لست أرى ما ذكرتم رأي كريم ، ولكن أرى أن تأخذوا من كل قبيلة فتى شابا ، نسيبا ويجتمعون عليه بأسيافهم ، فيضربوه ضربة رجل واحد ، فيقتلوه ويتفرق دمه في قبائلهم فلا يقدر بنو عبد مناف على حرب جميعهم ، ويرضوا بالعقل فنعقله لهم فأجمعوا على هذا الرأي ، وتفرقوا عنه ليثبتوه من ليلته ، وتفرقوا ليجتمعوا على قتله فنزل قول الله تعالى ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) [ الأنفال : 30 ] فعلم رسول