پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص18

الإسلام وإلى نصرته فردوه ردا قبيحا ، وأغروا به عبيدهم ، وسفهاءهم فاتبعوه يرمونه بالأحجار ، حتى دميت قدماه فرجعوا عنه ومال إلى حائط لعتبة وشيبة ابني ربيعة فاستند إليه ، ليستروح مما ناله ، فرآه عتبة ، وشيبة ، فرقا له بالرحم مما لقي ، وأنفذا إليه طبق عنب مع غلام لهما نصراني ، يقال له ‘ عداس ‘ فلما مد يده ليأكل منه سمى الله فاستخبره ‘ عداس ‘ عن أمره فأخبره وعرف نبوته ، فقبل يديه ، وقدميه ، فلما عاد ‘ عداس ‘ إلى عتبة ، وشيبة ، فقالا له : رأيناك فعلت معه ما لم تفعله معنا ، قال : لأنه نبي ، فقالا : فتنك عن دينك ثم رجع رسول الله ( ص ) يريد مكة حتى إذا صار بنخلة اليمامة فقام في الليل يصلي ، ويقرأ ، فمر به سبعة نفر من الجن قيل : إنهم من جن نصيبين اليمن فاستمعوا له ، فلما فرغ من صلاته ولوا إلى قومهم منذرين ، قد آمنوا وأجابوا إلى ما سمعوا ، فكان ما قصه الله تعالى في كتابه : ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن ) [ الأحقاف : 29 ] .

وقدم رسول الله ( ص ) مكة وقريش على أشد ما كانت عليه من خلافه ، وفراق دينه

وقيل : إنه دخل في جوار المطعم بن عدي

( فصل )

: فلما اشتد الأذى برسول الله ( ص ) بعد موت أبي طالب عاد من الطائف غير ظافر منهم بإجابة عرض نفسه في المواسم على قبائل العرب ، فبدأ بكندة فدعاهم إلى الإسلام ، وعرض نفسه عليهم ، فلم يقبلوه ، ثم أتى كلبا ، فعرض نفسه على بني عبد الله منهم ، فلم يقبلوه ، ثم عرض نفسه على بني حنيفة ، فكانوا أقبح العرب ردا له

ثم عرض نفسه على بني عامر ، فقال زعيمهم : إن شاركتنا في هذا الأمر قبلناك فتركهم ، وقال : ‘ الأمر لله يؤتيه من يشاء ‘ ثم حضر الموسم ستة نفر من الخزرج ، وهم أسعد بن زرارة ، وعقبة بن عامر ، وجابر بن عبد الله وعوف بن الحارث ورافع بن مالك ، وقطبة بن عامر فأتاهم رسول الله ( ص ) ودعاهم إلى الإسلام فأجابوا إليه وكانوا قد سمعوا يهود المدينة يقولون ، إذا قاتلوهم : لنا نبي يبعث ، ونحن ننتصر به عليكم فوقر ذلك في نفوسهم لما أراد الله تعالى ، بهم من الخير ، فلذلك سارعوا إلى الإجابة في دعائه ، وعرض عليهم نفسه ، فقالوا : نقدم على قومنا ، ونخبرهم بما دخلنا فيه فلما عادوا وذكروا لهم ما دخلوا فيه من الإسلام ، فلم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر رسول الله ( ص ) فلما كان في العام المقبل وافى إلى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا منهم تسعة من الخزرج ، وهو أسعد بن زرارة ، وعبادة بن الصامت