الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص11
لنعطينكها ، وعشر أمثالها ، قال : تقول : لا إله إلا الله فنفروا وقالوا : لا سلنا غير هذه فقال : لو جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدي ما سألتكم غيرها فغضبوا وقالوا : أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ثم قالوا والله لنشتمنك وإلهك الذي يأمرك بهذا ( وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ) [ ص : 6 : 7 ]
( فصل : [ الهجرة إلى الحبشة ] )
ولما رأى رسول الله ( ص ) ما ينال أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية بما يسره الله تعالى من دفاع عمه أبي طالب ، قال لأصحابه : ‘ لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا عادلا إلى أن يجعل الله لكم فرجا ‘ فهاجر إليها من خاف على دينه ، وهي أول هجرة هاجر إليها المسلمون ، فكان أول من خرج منهم وذلك في رجب سنة خمس من المبعث أحد عشر رجلا ، وأربع نسوة منهم عثمان بن عفان وامرأته ‘ رقيه ‘ بنت رسول الله ( ص ) وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ، والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف ، ومصعب بن عمير ، وعثمان بن مظعون ، ثم خرج في أثرهم جعفر بن أبي طالب في جماعة صاروا مع المتقدمين اثنين وثمانين نفسا ، وصادفوا من النجاشي ما حمدوه وكان قد أسلم قبل ذلك عمر بن الخطاب ، ثم أسلم بعد ذلك حمزة بن عبد المطلب فجهر رسول الله ( ص ) بالقرآن في صلاته حين أسلم حمزة ، ولم يكن يجهر قبل إسلامه وقوي به المسلمون ، وقرأ عبد الله ين مسعود سورة الرحمن على المقام جهرا حتى سمعتها قريش ، فنالوه بالأيدي ، فلما رأت قريش من يدخل منهم في الإسلام وعدوا رسول الله ( ص ) أن يعطوه مالا ، ويزوجوه من شاء من نسائهم ، ويكونوا تحت عقبه ويكف عن ذكر آلهتهم قالوا : فإنا لم يفعل فأنا نعرض عليك خصلة واحدة لنا ولك فيها صلاح ، أن تعبد آلهتنا سنة ، ونعبد إلهك سنة فقال : ‘ حتى أنظر ما يأتيني به ربي ‘ فأنزل الله تعالى : ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ) [ الكافرون : 1 – 3 ] إلى آخر السورة فكف عن ذلك