الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص10
والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة بن عبد الله ، وسعد بن أبي وقاص فجاء بهم إلى رسول الله ( ص ) حتى استجابوا له بالإسلام ، وصلوا ، فصاروا مع من تقدم ثمانية أول من أسلم وصلى ، ثم تتابع الناس في الدخول في الإسلام والله أعلم
قال ابن عباس : فصعد رسول الله ( ص ) الصفا فهتف : يا صاحباه يا بني عبد المطلب يا بني عبد مناف حتى ذكر الأقرب فالأقرب من قبائل قريش ، فاجتمعوا إليه وقالوا : ما لك ؟ فقال أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أما كنتم تصدقوني ؟ قالوا : بلى : ما جربنا عليك كذبا قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب : تبا لك ، ألهذا جمعتنا ؟ ثم قام فأنزل الله تعالى : ( تبت يدا أبي لهب وتب ) [ المسد : 1 ] إلى آخر السورة
قال ابن إسحاق : ولم يكن من قريش في دعائه لهم مباعدة له ولكن ردوا عليه بعض الرد ، حتى ذكر آلهتهم وعابها ، وسفه أحلامهم في عبادتها ، فلما فعل ذلك أجمعوا على خلافه ، وتظاهروا بعداوته إلا من عصمه الله منهم بالإسلام وهم قليل مستخفون وحدب عليه عمه أبو طالب فمنع منه وقام دونه وإن كان على رأيهم فلما طال هذا عليهم ، اجتمعت مشيخة قريش إلى أبي طالب وقالوا : إن ابن أخيك قد عاب علينا ديننا وسب آلهتنا ، وسفه أحلامنا ، وضلل آباءنا فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه ، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه ، فقال لهم أبو طالب قولا رفيقا ، وردهم ردا جميلا ومضى رسول الله ( ص ) على دعائه فلما كبر ذلك على قريش ، واشتد بهم عادوا إلى أبي طالب ثانية ، وقالوا : قد استنهيناك ابن أخيك ، ولم تنهه واستكففناك فلم تكفه ، وأنت كبيرنا فأنصفنا منه ، ومره أن يكف عن شتم آلهتنا ، حتى ندعه وإلهه الذي يعبده ، فبعث إليه أبو طالب ، فلما دخل عليه رسول الله ( ص ) قال له : يا ابن أخي هؤلاء مشيخة قومك ، وقد سألوك النصف أن تكف عن شتم آلهتهم ، ويدعوك وإلهك فقال : أو عم أولا أدعوهم إلى ما هو خير لهم منها ؟ قال وإلى ما تدعوهم قال : أدعوهم إلى كلمة تدين لهم بها العرب ويملكون بها العجم قال أبو جهل : ما هي وأبيك