پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص9

ثم أخبر رسول الله ( ص ) خديجة بما نزل عليه فقالت : له يا ابن عم هل تستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي أتاك إذا جاءك ؟ قال : نعم . قالت : فأخبرني به وإذا جاءك ؛ فجاء لها جبريل فقال لها : يا خديجة هذا جبريل قد جاءني قالت : قم فاجلس على فخذي اليسرى ، فجلس عليها ، فقالت : هل تراه ؟ قال : نعم قالت : تحول إلى فخذي اليمنى فتحول إليها فقالت : هل تراه قال : نعم قالت : فتحول في حجري فتحول في حجرها فقالت : هل تراه ، قال : نعم فتحسرت وألقت خمارها وهو جالس في حجرها فقالت هل تراه ؟ قال لا فقالت : يا ابن عم أثبت ، وأبشر فوالله إنه لملك ، وما هو بشيطان ، وآمنت به ، فكانت أول من أسلم من جميع الناس

( فصل )

: ثم روي أن جبريل نزل على رسول الله ( ص ) يوم الثلاثاء وهو بأعلى مكة فهمز له بعقبه في ناحية الوادي ، فانفجرت منه عين فتوضأ جبريل منها ليريه كيف الطهور فتوضأ رسول الله ( ص ) مثل ما توضأ ثم قام جبريل فصلى ، وصلى رسول الله ( ص ) بصلاته ، فكانت هذه أول عبادة فرضت عليه

ثم انصرف جبريل ، فجاء رسول الله ( ص ) إلى خديجة فتوضأ لها حتى توضأت وصلى بها كما صلى به جبريل ، فكانت أول من توضأ ، وصلى بعد رسول الله ( ص ) واستسر رسول الله ( ص ) بالإنذار من يأمنه

فاختلف في أول من أسلم بعد خديجة على ثلاثة أقاويل :

أحدها : أن علي بن أبي طالب أول من أسلم من الذكور وصلى ، وهو ابن تسع سنين وقيل : ابن عشر سنين ، وهذا قول زيد بن أرقم وجابر بن عبد الله

والقول الثاني : أن أول من أسلم وصلى أبو بكر ، رضي الله عنه ، وهو قول أبي أمامة الباهلي وقال الشعبي : سألت ابن عباس عن أول الناس إسلاما فقال : أما سمعت قول حسان بن ثابت :

( إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة
فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا )
( خير البرية أتقاها ، وأعدلها
بعد النبي ، وأوفاها بما حلا )
( الثاني اثنين المحمود مشهده
وأول الناس منهم صدق الرسلا )

والقول الثالث : أن أول من أسلم زيد بن حارثة وهو قول عروة بن الزبير وسليمان بن يسار وجعل أبو بكر رضي الله عنه يدعوا إلى الإسلام من وثق به ، لأنه كان تاجرا ذا خلق معروف وكان أنسب قريش لقريش ، وأعلمهم بما كانوا عليه من خير وشر حسن التآلف لهم ، وكانوا يكثرون غشيانه ، فأسلم على يديه عثمان بن عفان