پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص8

فروي عن النبي ( ص ) حين نزل عليه جبريل أنه قال فغتني غتة وقال : اقرأ قلت وما أقرأ ؟ قال فغتني ثانية ، وقال : اقرأ قلت : وما أقرأ ؟ قال ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) إلى قوله : ( علم الإنسان ما لم يعلم ) [ العلق : 1 ، 2 ]

وهذا قول ثالث ، وليس في هذه الروايات الثلاث تعارض يمنع بعضها عن بعض والله اعلم بصحة ذلك في إجتماع وانفراد

ولما عاد رسول الله ( ص ) من حراء ، ودخل على خديجة وحدثها ما كان ، وقال لها : إني أخاف أن يكون قد عرض لي فقالت : كلا ما كان ربك يفعل ذلك بك ، وأتت خديجة إلى ‘ ورقة بن نوفل ‘ وكان ابن عمها ، وخرج في طلب الدين وتنصر وقرأ التوراة ، والإنجيل ، وسمع ما في الكتب فأخبرته بما كان من رسول الله ( ص ) فقال هذا هو الناموس الذي أنزل على موسى ولئن كنت صادقة فإن زوجك محمد نبي هذه الأمة وليلقين من أمته شدة فإنه ما بعث نبي ، إلا عودي ، ولئن عشت له لأؤمنن به ولأنصرنه نصرا مؤزرا

فكانت هذه الحال الثانية من أحوال نبوته ، ولم يؤمر فيها بإنذار ، ولا رسالة

ثم إن رسول الله ( ص ) لما عاد إلى منزله قال لخديجة : دثروني وصبوا علي ماء بارد ، فدثروه ، فنزل عليه جبريل ، عليه السلام ، وقال : يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل وأنزل عليه : ( يا أيها المدثر قم فأنذر ) إلى قوله ( والرجز فاهجر ) [ المدثر ] فكانت هذه الحال الثالثة التي تمت بها نبوته ، وتحققت بها رسالته ، وكان ذلك في يوم الاثنين من شهر رمضان وهو ابن أربعين سنة في قول الأكثرين ، وفي قول فريق ابن ثلاث وأربعين .

قال هشام بن محمد : أول ما تلقاه جبريل ليلة السبت وليلة الأحد ثم ظهر له برسالة الله يوم الاثنين

وروى أبو قتادة عن عمر بن الخطاب قال : ‘ سألت رسول الله ( ص ) عن صوم يوم الاثنين فقال : ‘ ذلك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه النبوة ‘

واختلفوا في أي اثنين كان ، من شهر رمضان

فقال أبو قلابة : كان في الثاني عشر من شهر رمضان ، وقال أبو الخلد : كان في الرابع والعشرين منه