الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص7
وروي عن جبير بن مطعم قال : كنا جلوسا عند صنم قبل أن يبعث رسول الله ( ص ) بشهر فنحرنا جزورا فسمعنا صائحا يصيح : اسمعوا إلى العجب ذهب استراق الوحي لنبي بمكة اسمه ‘ أحمد ‘ مهاجر إلى يثرب .
ومثل ذلك كثير يطول به الكتاب فجعل الله تعالى هذه المقدمات الخارجة عن العادات توطئة للنبوة ، وقبول رسالته
وروى عروة بن الزبير عن أبي ذر الغفاري قال سألت رسول الله ( ص ) عن أول نبوته فقال ‘ يا أبا ذر أتاني ملكان وأنا ببطحاء مكة فوقع أحدهما في الأرض والآخر بين السماء والأرض فقال أحدهما لصاحبه أهو هو ؟ قال هو هو ، قال : فزنه برجل من أمته فوزنت برجل فرجحته ، ثم قال : زنه بعشرة فوزنت بعشرة فوزنتهم ، ثم قال : زنه بمائة ، فوزنني بمائة فرجحتهم ، ثم قال : زنه بألف فوزنني فرجحتهم ، فجعلوا ينتشرون على من كفة الميزان قال : فقال : أحدهما للآخر : لو وزنته بأمته لرجحها ، ثم قال : أحدهما لصاحبه شق بطنه ، فشق بطني ، ثم قال : شق قلبه فشق قلبي ، فأخرج منه مغمز الشيطان ، وعلق الدم ، ثم قال : اغسل بطنه غسل الإناء ، واغسل قلبه غسل الملاءة ثم دعى بالسكينة كأنها وجه هرة فأدخلت قلبي ثم قال : خِط بطنه ، فخاطا بطني وجعلا الخاتم بين كتفي فما هو إلا أن وليا عني ، فكأنما أعاين الأمر معاينة ‘ فكان هذا مقدمة نبوته وهذا قول ثان
وقالت عائشة رضي الله عنها : ‘ أول ما ابتدئ به رسول الله ( ص ) الرؤيا الصادقة تجيء مثل فلق الصبح ‘ حتى نزل عليه جبريل