الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج13-ص378
فبلغ ذلك رسول الله ( ص ) فغضب وأقبل الرجل فرفع رسول الله ( ص ) شيئاً كان معه بيده ليضربه ، فقال : أعوذ بالله من غضب الله ورسوله ، والله لا أطعمها أبداً ، فنزل تحريم الخمر . والرابع : ما رواه عطاء بن السائب عن عبد الله بن حبيب أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاماً وشراباً ودعا نفراً من أصحاب رسول الله ( ص ) فأكلوا وشربوا حتى ثملوا فقدموا رجلاً منهم فصلى بهم المغرب فقرأ ‘ قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون وأنتم عابدون ما أعبد وأنا عابد ما عبدتم لكم دينكم ولي ديني ) فنسي قول الله تعالى : ( لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ) [ سورة النساء : 43 ] ثم حرمت .
والخامس : ما رواه محمد بن إسحاق عن أبي ميسرة قال : قال عمر بن الخطاب : ‘ اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً فنزل في سورة البقرة قوله تعالى : ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ) [ البقرة : 219 ] الآية فدعى عمر فقرئت عليه فقال : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزل في سورة النساء قوله تعالى : ( لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ) [ النساء : 43 ] فدعى عمر فقرئت عليه . فقال : اللهم من لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزل في سورة المائدة قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء ) . الآية إلى قوله : ( فهل أنتم منتهون ) [ المائدة : 90 ] فحين سمعها عمر قال : انتهينا انتهينا .
فهذه ثلاث آيات نزلت في الخمر ، ونزلت فيه آية رابعة في سورة الأعراف وهي قوله تعالى : ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منا وما بطن والإثم والبغي بغير الحق ) [ الأعراف : 33 ] .
والإثم ها هنا الخمر في قول الأكثر لقول الشاعر :