پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج13-ص254

أحدهما : أنه الإثم ، قاله أبو عبيدة .

والثاني : أنه الكذب وهو الأظهر وزعماء الإفك حسان بن ثابت ، ومسطح بن اثاثة ، وعبد الله بن أبي ابن سلول ، وزيد بن رفاعة ، وحمنة بنت جحش ، ( لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم ) [ النور : 11 ] أي لا تحسبوا ما ذكر من الإفك شراً لكم أي أذى بل هو خير لكم ؛ لأن الله تعالى قد برأ منه وأثاب عليه وفي المقصود بهذا القول وجهان :

أحدهما : عائشة وصفوان ؛ لأنهما قصدا بالإفك .

والثاني : أنه رسول الله ( ص ) وأبو بكر رحمه الله تعالى ( لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم ) [ النور : 11 ] أي له عقاب ما اكتسب بقدر إثمه ( والذي تولى كبره منهم ) [ النور : 11 ] فيه قراءتان ‘ كبره ) بكسر الكاف ومعناه إثمه ، وقرئ بضم الكاف ومعناه بعظمه ، ومتولي كبره منهم : حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثه وحمنة بنت جحش ، ( له عذاب عظيم ) [ النور : 11 ] فيه وجهان :

أحدهما : أنه حد القذف الذي أقامه رسول الله ( ص ) عليهم قاله عروة ، وسعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها حتى قال فيه بعض شعراء المسلمين :

( لقد ذاق حسان الذي كان أهله
وحمنة إذ قالا فجوراً ومسطح )
( تعاطوا برجم الغيب زوج نبيهم
وسخطة ذي العرش العظيم فأبرحوا )
( فصبت عليهم محصدات كأنها
شآبيب قطر من ذرى المزن تسفح )

والثاني : أنه لم يجلدهم ؛ لأن الحدود إنما تقام بإقرار أو ببينة ، ولا تقام بإخبار الله تعالى عنها كما لم يتعبدنا بقتل المنافقين بما أخبر به من كفرهم ، والعذاب العظيم هو أن حسان بن ثابت ، ومسطح بن أثاثة عميا ، وحمنة بنت جحش استحيضت ، واتصل دمها عقوبة لما كان منها .

( فصل )

ثم إن الله تعالى غلظ تحريم القذف بالزنا بوجوب الحد على القاذف فقال : ( والذين يرمون المحصنات ) [ النور : 4 ] يعنى بالزنا ( ثم لو يأتوا بأربعة شهداء