الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج13-ص153
وقرأ أبو جعفر : لست مؤمناً – بفتح الميم – من الأمان .
وقراءة الجمهور بالكسر من الإيمان .
وفيها على كلا القراءتين دليل لما حكاه السدي عن سبب نزولها :
‘ أن رجلاً يقال له : مرداس بن عمر الفدكي كانت له غنيمات لقيته سرية لرسول الله ( ص ) فقال لهم : السلام عليكم لا إله إلا الله محمد رسول الله فبدر إليه أسامة بن زيد فقتله ، فلما أتى رسول الله ( ص ) قال له : لم قتلته وقد أسلم ؟
قال : إنما قالها متعوذاً .
قال : هلا شققت عن قلبه .
ثم حمل رسول الله ( ص ) ديته إلى أهله ، ورد عليهم غنمه ) .
وروى عطاء بن يزيد الليثي ، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار ‘ أن رجلاً سار رسول الله ( ص ) فلم يدر ما ساره ، حتى جهر رسول الله ( ص ) فإذا هو يستأذنه في قتل رجل من المنافقين ، فقال رسول الله ( ص ) : أليس يشهد أن لا إله إلا الله .
قال : بلى ، ولا شهادة له .
قال : أليس يصلي .
قال : بلى ، ولا صلاة له .
فقال رسول الله ( ص ) : ‘ أولئك الذين نهاني الله عنهم ) .
وروى عبيد الله بن عدي بن الخيار أن المقداد بن عمرو الكندي قال : ‘ يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني ، فضرب إحدى يدي فقطعها ، ثم لاذ مني لشجرة ، فقال : أسلمت لله أقتله يا رسول الله بعد أن قالها ؟ .
قال : لا تقتله ، فإن قتلته فإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته وهو بمنزلتك قبل أن تقتله ) .
فدلت الآية والخبران على الأخذ بالظاهر دون السرائر ، ولذلك قال رسول الله ( ص ) : ‘ إنما أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر ) .