الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج12-ص265
اللسان ، ويسقط منها حروف الحلق والشفة وهي عشرة أحرف ، ستة منها حلقية وهي همزة الألف ، والحاء ، والخاء ، والعين ، والعين ، والهاء .
وأربعة منها شفوية وهي الباء ، والفاء ، والميم والواو .
ويبقى من حروف الكلام ما يختص باللسان وهو تسعة عشر حرفاً تتقسط عليها ما ذهب من الكلام ، فإن ذهب منه حرف كان عليه جزءاً من تسعة وعشرين جزءاً من الدية وهذا فاسد من ثلاثة أوجه :
أحدهما : أن هذه وإن كان مخارجها في الحلق فالشفة واللسان معبر عنها وناطق بها ، ولذلك لم يتلفظ الأخرس بها .
والثاني : أنه يقتضي غير قولهما أن لا يلزم بالجناية على لسانه ضمان ما ذهب من حروف الحلق والشفة ، ويكون ضمانه مختصاً بما ذهب من حروف اللسان وهي تسعة عشر ، ويكون ضمان الحروف الحلقية والشفوية ساقطاً عنه ، لأنه لم يجزء على محله قالاه لم يقله غيرهما ، وإن لم يقولاه فسد تعليلهما .
والثالث : يلزمهما في الحروف الشفوية أن يضمنها إذا جنى على شفته ، فإن قالاه ركبا الباب ، وإن لم يقولاه فسد التعليل وصح ما رأيناه من اعتبار جميعها باللسان المفصح عنها والمترجم لها ، فإن أذهب بحرف واحد منها كان عليه جزءا من تسعة وعشرين جزءاً من الدية ، وإن أذهب بعشرة أحرف كان عليه عشرة أجزاء من تسعة وعشرين ، وعلى قياس هذا فيما زاد ونقص ، وسواء في ذلك ما خف على اللسان وقل هجاؤه أو ثقل على اللسان وكثر هجاؤه لا يفضل بعضها على بعض ، وتكون الدية مقسطة على أعداد جميعها .
وإذا أردت اعتبار الباء أمرته أن يقول : بركةً وباباً وبعداً ، ثم على هذه العبرة من جميع الحروف ، فإن ثقل عليه الحرف ثم يأتي به سليما عد في السليم دون الذاهب ، وإن قلبه بلثغة صارت في لسانه عد في الذاهب دون السليم ، لأن الألثغ يبدل الحروف