الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج12-ص101
ومن هذا الخبر دليلان :
أحدهما : أن الأهل عبارة عن الرجال والنساء من ذوي الأنساب والأسباب .
والثاني : أنه خيرهم بين الدية والقود ، والدية تكون بين جميعهم فكذلك القود .
وروي الأوزاعي عن حصين عن ابن سلمة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ( ص ) قال : ‘ ولأهل القتيل ، أن ينحجزوا الأول فالأول ، ولو كانت امرأة ‘ ومعنى قوله : ‘ لينحجزوا ‘ أن يتركوا يعني بتركهم فيما يجب على القاتل من قود ودية ، ولأن كل من ورث الدية ورث القود كالعصبة ، ولأن كل حق ورثه العصبة ورثه غيرهم من الورثة كالدية .
فأما قوله تعالى ( فقد جعلنا لوليه سلطاناً ) [ الإسراء : 33 ] فقد ينطلق اسم الولي على المرأة كما ينطلق على الرجل ، لأنها تليه وإن لم تل عليه ، ولو تناولت من يلي عليه لخرج منهم الأبناء والإخوة على أن المراد به مباشرة الاستيفاء ، وذلك يختص بالرجال دون النساء .
وأما استدلالهم بالنكاح في وضعه لنفي العار فليس بصحيح ، لأن القود يستحق للتشفي لا لنفي العار ، على أن ولاية النكاح لا تورث إنما تستفاد بالنسب ، والقود موروث فافترقا .
وما ذكره من اختصاص القود ، من يتحمل العقل فاسد بالآباء والأبناء ، والصغار والفقراء كل هؤلاء يرثون القود ، ولا يتحملون العقل كذلك النساء .
أن يكون له ورثة يستحقون جميع ماله فلهم الخيار بين ثلاثة أمور : إما القود ، أو الدية أو العفو عنهما .
والحال الثانية : أن لا يكون له وارث بحال فالإمام وليه لأنه موروث لبيت المال ، وللإمام الاختيار في اعتبار الأصلح من أمرين : القود ، أو الدية ، وهل له الخيار في العفو عنه ؟ على وجهين :
أحدهما : له الخيار في العفو عنهما كالورثة .
والثاني : لا خيار له في العفو عنهما ؛ لأنه نائب فلم يجز أن يسقط الحق بغير بدل .
والحال الثالثة : أن يكون له من الورثة من يستحق بعض تركته كالزوج والزوجة