الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج12-ص35
وموراً ، ولأن في البدن مقاتل خافية في عروق ضاربة ، قال : وهو معنى قول الشافعي جرحاً كبيراً أو صغيراً .
والوجه الثاني : وهو قول أبي العباس بن سريج وأبي سعيد الإصطخري : أنه لا قود فيها لأن مثلها لا يقتل غالباً ، ولأنه لما فرق في المثقل بين صغيرة وكبيرة ، وجب الفرق في المحدد بين صغيرة وكبيرة ، فعلى هذا في وجوب الدية عند سقوط القود وجهان :
أحدهما : تجب الدية مغلظة لتردده بين احتمالي قتل وسلامة .
والوجه الثاني : أنه لا دية فيه ؛ لأن أقل ما ينفذ من المحدد كأقل ما يضرب به من الثقل ، فلما لم تجب الدية في أقل المثقل لم تجب في أقل المحدد .
قال الماوردي : أما القتل بالمثقل وما يقتل مثله في الأغلب من الخنق والحرق والتغريق ، وما أشبه ، ففيه القود على ما سنصفه .
وبه قال مالك ، وابن أبي ليلى ، وأبو يوسف ، ومحمد .
وقال أبو حنيفة : لا قود في المثقل إلا أن يكون حديداً كالعمود ، ولا قود في غير المثقل إلا أن يكون بالنار ، استدلالا بظاهر ما رواه الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابن أبي هريرة أن النبي ( ص ) قال : ‘ لا قود إلا بالسيف ‘ .
وروى عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال : ‘ لا قود إلا بحديدة ‘ .
وروى جابر عن أبي عازب عن النعمان بن بشير أن النبي ( ص ) قال : ‘ كل شيء خطأ إلا السيف وفي كل خطأ أرش ‘ .