پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج12-ص27

أو سبعة برجل قتلوه غيلة وقال : لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعاً ‘ .

قال الماوردي : وهو كما قال إذا اشترك الجماعة في قتل واحد قتلوا به جميعاً إذا كانوا له أكفاء وبه قال من الصحابة : عمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عباس ، والمغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنهم .

ومن التابعين سعيد بن المسيب ، والحسن البصري ، وعطاء ، ومن الفقهاء : مالك والأوزاعي والثوري وأبو حنيفة وأحمد وإسحاق .

وقالت طائفة : للولي أن يقتل به من الجماعة واحداً يرجع فيه إلى خياره ، ويأخذ من الباقين قسطهم من الدية ، وهو في الصحابة قول معاذ بن جبل ، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، وفي التابعين : قول ابن سيرين ، والزهري . وقال آخرون : لا قود على واحد من الجماعة بحال ، وتؤخذ منهم الدية بالسوية ، وبه قال : ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وداود بن علي وأهل الظاهر ، استدلالاً بقول الله تعالى : ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس ) [ المائدة : 45 ] وبقوله تعالى : ( كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد ) [ البقرة : 178 ] فاقتضى هذا الظاهر أن لا تقتل بالنفس أكثر من نفس ، ولا بالحر أكثر من حر ، وبقوله تعالى : ( ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل ) [ الإسراء : 33 ] ومن السرف قتل الجماعة بالواحد .

وروى جويبر عن الضحاك أن النبي ( ص ) قال : ‘ لا يقتل اثنان بواحد ‘ وهذا نص ولأن الواحد لا يكافئ الجماعة لا يقتل بالجماعة إذا قتلهم ، ويقتل بأحدهم ، ويؤخذ من ماله ديات الباقين ؛ كذلك إذا قتله جماعة لم يقتلوا به ، ولأن زيادة الوصف إذا منعت من القود حتى لم يقتل حر بعبد ، ولا مسلم بكافر ، كان زيادة العدد أولى أن تمنع من القود ، فلا يقتل جماعة بواحد ، ولأن للنفس بدلين قود ودية ، فلما لم يجب على الاثنين بقتل الواحد ديتان لم يجب عليهما قودان .

ودليلنا قول الله تعالى : ( ولكم في القصاص حياة ) [ البقرة : 179 ] وسبب الحياة أنه إذا علم القاتل بوجوب القصاص عليه إذا قتل كف عن القتل ، فحي القاتل والمقتول ، فلو لم تقتص من الجماعة بالواحد ، لما كان في القصاص حياة ، ولكان القاتل إذا هم بالقتل شارك غيره فسقط القصاص عنهما وصار رافعاً لحكم النص .

وروى أبو شريح الكعبي أن النبي ( ص ) قال : ‘ ثم أنتم يا خزاعة قد قتلتم هذا القتيل من هذيل ، وأنا والله عاقله ، فمن قتل بعده قتيلاً فأهله بين خيرتين : إن أحبوا قتلوا ، وإن أحبوا أخذوا العقل ‘ .