پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج11-ص205

من ثلاثين شهرا كان الباقي لحمله ستة اشهر فعجب الناس من استخراجه ورجع عثمان ، ومن حضر رضي الله تعالى عنهم إلى قوله فصار إجماعاً .

وأما اعتبار الوجود فما حكي أن الحسين بن علي عليهما السلام ولد بعد ستة اشهر من ولادة اخيه الحسن رضوان الله عليهما .

وأما مدة أكثر الحمل فقد اختلف الفقهاء فمذهب الشافعي إلى أن أكثر مدته أربع سنين .

وقال الزهري ، وربيعة ، والليث بن سعد ، أكثر مدته سبع سنين وعن مالك ثلاث روايات : روي عنه أربع سنين ، وروي خمس سنين ، وروي سبع سنين وقال أبو حنيفة : أكثر مدته سنتان .

وبه قال المزني استدلالا بقول الله : ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) [ الأحقاف : 15 ] فجعلها مقصورة على المدتين فلم يجز أن تكون إحداهما أكثر منهما ولأن هاتين المدتين مجمع عليهما فلم يجز الانتقال عنهما إلا بإجماع أو دليل .

ودليلنا : هو أن كل ما احتاج إلى حد وتقدير إذا لم يتقدر بشرع ولا لغة كان مقداره بالعرف والوجود كالحيض ، والنفاس ، وقد وجد مراراً حمل وضع لأربع سنين روى داود بن رشيد عن الوليد بن مسلم ، قال : قلت لمالك بن أنس أني حدثت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : لا تزيد المرأة في حملها على سنتين قدر ظل المغزل فقال سبحان الله من يقول هذا ؟ هذه جارتنا امرأة محمد بن عجلان امرأة صدق وزوجها رجل صدق وحملت ثلاثة أبطن في اثني عشر سنة تحمل كل بطن أربع سنين .

وروى المبارك بن مجاهد قال : مشهور عندنا كانت امرأة محمد بن عجلان تحول وتضع في أربع سنين فكانت تسمى حاملة الفيل .

وروى الشافعي عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد القرشي أن سعيد بن المسيب رأى رجلاً فقال : إن أبا هذا غاب عن أمه أربع سنين ثم قدم فوضعت هذا ، وله ثنايا .

وروى هشام بن يحيى المجاشعي قال : بينما مالك بن دينار يوماً جالس إذ قام رجل فقال يا يحيى ادع لامرأتي حبلى منذ أربع سنين قد أصبحت في كرب شديد فغضب مالك وأطبق المصحف ، وقال : ما يرى هؤلاء القوم إلا أنا أنبياء ثم دعا ثم قال اللهم