پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج11-ص164

دون الحيض وقرأ ‘ فطلقوهن لقبل عدتهن ‘ وهو أن يطلقها طاهراً لأنها حينئذ تستقبل عدتها ، ولو طلقت حائضاً لم تكن مستقبلة عدتها إلا من بعد الحيض والقرء اسم وضع لمعنى فلما كان الحيض دماً يرخيه الرحم فيخرج والطهر دماً يحتبس فلا يخرج كان معروفاً من لسان العرب أن القرء الحبس تقول العرب هو يقري الماء في حوضه وفي سقائه وتقول هو يقري الطعام في شدقه وقالت عائشة رضي الله عنها ‘ هل تدرون ما الأقراء الأقراء الأطهار ‘ وقالت ‘ إذا طعنت المطلقة في الدم من الحيضة الثالثة فقد برئت منه والنساء بهذا أعلم ‘ وقال زيد بن ثابت وابن عمر إذا دخلت في الدم من الحيضة الثالثة فقد برئت منه وبرئ منها ولا ترثه ولا يرثها ( قال الشافعي ) والاقراء والأطهار والله أعلم ولا يمكن أن يطلقها طاهراً إلا وقد مضى بعض الطهر وقال الله تعالى ( الحج أشهر معلومات ) وكان شوال وذو القعدة كاملين وبعض ذي الحجة كذلك الأقراء طهران كاملان وبعض طهر .

قال الماوردي : اختلف أهل اللغة فيما ينطلق عليه اسم القرء على أربعة أقاويل :

أحدها : ينطلق على الحيض حقيقة ، ويستعمل في الطهر مجازاً ؛ لأنه لا تسمى المرأة من ذوات الأقراء إلا إذا حاضت واستشهاداً بقول الراجز :

( يا رب ذي ضغن علي فارض
له قروء كقروء الحائض )

يعني أن نفوذ حقده كنفوذ دم الحيض .

والقول الثاني : أنه اسم ينطلق على الطهر حقيقة ، ويستعمل في الحيض مجازاً لما ذكره الشافعي من أن القرء الجشم واستشهادا بقول الشاعر :

( أفي كل عام أنت جاشم غزوة
تشد لأقصاها غريم عزائكا )
( مورثة مالا وفي الحي رفعة
لما ضاع فيها من قروء نسائكا )

والقول الثالث : وهو قول أكثرهم أنه اسم مشترك ينطلق على الطهر حقيقة وعلى الحيض حقيقة كالأسماء المشتركة التي تقع على متضادين متعاقبين كالصريم : اسم الليل والنهار والناهل : اسم للعطشان والريان ، والمسحور : اسم للفارغ والملان ، والحور اسم لجميع الألوان ، والشفق اسم للحمرة ، والبياض ، والدلوك : اسم للزوال والغروب .