پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج11-ص105

والشافعي قد حذفها في ترخيم زانية من غير صلة .

وهذا الاعتراض من ابن داود في الحكم المتفق عليه والترخيم المعلل به من أوضح خطأ وأقبح ذلل ، أما الدليل على الحكم في أن يكون قذفاً إذا قال لها يا زان مع ما علل به الشافعي من الترخيم فمن ثلاثة أوجه :

أحدها : أن القذف بالزنى هو دخول المعرة بالفاحشة ، وقد أدخل المعرة عليها بالزنى في قوله لها : يا زان كما أدخلها في قوله : يا زانية ، فوجب أن يستويا في حكم القذف كما استوى فيه حكم اللفظ العربي والأعجمي .

والثاني : أن ما فهم منه معنى القذف كان قذفاً صواباً كان أو خطأ ، كما لو قال لرجل : زنيت بكسر التاء ، ولامرأة زنيت بفتح التاء ، كان قذفاً وإن لحن فيه ، لأن القذف مفهوم منه ، كذلك في قوله لها : يا زان ، وإن كان لحناً عنده .

والثالث : أن هاء التأنيث مستعملة في توجيه الخطاب إلى مؤنث ليزول بها الإشكال والإشارة بالنداء أبلغ منها في إرادة المخاطب فإذا أشار إليها في النداء بقوله : يا زان أغنت الإشارة إليها عن الهاء الموضوعة لتوجيه الخطاب إليها فلم يؤثر حذفها مع وجود الإشارة وأن أثر حذفها مع عدم الإشارة .

وفي هذا انفصال عما احتج به .

وأما الدليل على صحة التعليل بالترخيم فإن الترخيم مستعمل في اللغة والشرع معاً ، قرأ ابن مسعود : ( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك ) [ الزخرف : 77 ] . وقال النبي ( ص ) : كفى بالسيف شا ، يعني شاهداً . واختلف أهل العربية في حد الترخيم فقال بعضهم : يدخل في الاسم المفرد إذا زاد على ثلاثة أحرف .

وقال ثعلب : يدخل في الأسماء والأفعال إذا كان الباقي مفهوم المراد ، لأنه لا يدخل في أسماء الأعلام كلها إذا لم يعلم باقيها مثل طالوت وجالوت ، ولا يمنع في أسماء الأفعال كلها إذا فهم باقيها مثل مالك مشتق من ملك ، وحارث من حرث وصاحب من صحب .

فبطل بذلك ما قاله ابن داود من اختصاصه بالأسماء دون الأفعال ، وليس لها لما استشهد به من امتناعه في بعض الأفعال تأثير ، لأن باقيها غير مفهوم .

أما قوله : إنه لا يحذف بالترخيم إلا حرف واحد فهو جهل منه بالعربية ، لأنه قد يحذف بالترخيم حرفان وأكثر ما بعد الحرف الثالث من الاسم معتلاً . والحروف المعتلة : الألف والياء والواو ، فيقول في عثمان يا عثم ، وفي منصور : يا منص ، وفي مروان : يا مرو ، وقد قال النبي ( ص ) : كفى بالسيف شا ، يعني شاهداً ، فحذف ثلاثة أحرف ، ونادى أبا هريرة فقال : ‘ يا أبا هر ، فحذف من كنيته ثلاثة أحرف ، أما قوله : إن