پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج10-ص252

صارت ثلاثاً ، وقد استثنى منها طلقة ونصف ، فبقيت طلقة فكملت طلقتين .

والوجه الثالث : أنها تطلق واحدة ، لأن كمال الواقع يكون بعد الاستثناء منه ، وقد استثنى طلقة ونصف من طلقتين ونصف فبقيت واحدة .

( فصل : )

ولو قال : أنت طالق ثلاثاً إلا ثلاثاً إلا واحدة ، ففيه ثلاثة أوجه :

أحدها : تطلق تطلق ثلاثا لأن الاستثناء الأول رافع للكل فيسقط ، والاستثناء الثاني راجع إلى الأول فسقط بسقوطه .

والوجه الثاني : أنها تطلق طلقتين ، لأن الاستثناء الأول سقط برفعه للكل وقام الاستثناء الثاني مقام الأول ، فنفى طلقة وبقيت طلقتان .

والوجه الثالث : أنها تطلق واحدة ، لأن الاستثناء الأول قد عاد إليه الاستثناء الثاني فبقي منه واحدة ونفى منه اثنتان ، فصح عوده إلى الثلاث ، فبقي منها طلقة واحدة . وهكذا لو قال : أنت طالق ثلاثاً إلا ثلاثاً إلا ثنتين ، كان على ثلاثة أوجه :

أحدها : تطلق ثلاثاً ويسقط جميع الاستثناء .

والثاني : تطلق واحدة ، إسقاطاً للاستثناء الأول ، وإقامة الثاني مقامه .

والثالث : تطلق اثنتان ، لأن الاستثناء الأخير يرجع إلى الاستثناء الأول ، فبقي منه واحدة فيصح استثناء الواحدة من الثلاثة ، فتبقى اثنتان وتطلق واحدة استعمالا لها فتسقط من الأول اثنتان ، وتبقى منه واحدة ، وهو القدر المستثنى .

( فصل : )

واعلم أن الاستثناء يصح بجميع حروفه المستعملة فيه ، وهي : إلا ، وغير ، وسوى ، وخلا ، وحاشى ، وعدا ، فلو قال : أنت طالق ثلاثاً إلا واحدة ، أو غير واحدة أو سوى واحدة أو خلا واحدة أو حاشى واحدة أو عدا واحدة ، صح استثناؤه بهذه الألفاظ كلها ، وطلقت اثنتين ، إلا أن غير وحدها من جميع هذه الألفاظ قد يستعمل فيها الإعراب ، فتضم الراء منها تارة ، وتفتح أخرى ، فإن قال : أنت طالق غير واحدة بفتح الراء ، كان استثناء وطلقت اثنتين ، وإن قال : أنت طالق ثلاثاً غير واحدة ، بضم الراء قال أهل العربية : تطلق ثلاثاً ، لان بالضم يصير نفياً ، ولا يكون استثناء وتقديره : أنت طالق ثلاثاً ليست واحدة ، وليس لأصحابنا في هذا نص ، فإن كان المطلق من أهل العربية الذي يستعمل الإعراب في كلامه ، فالجواب على ما قالوه ، وإن كان من غيرهم كان على ما قدمناه من اختلاف وجهتي أصحابنا في أمثاله .

( فصل : )

وإذا قدم الاستثناء ، فقال : أنت إلا واحدة طالق ثلاثاً ، طلقت ثلاثاً وسقط الاستثناء ، لأنه يعود إلى ما تقدمه ، ولا يصح أن يعود إلى ما تعقبه ، فإن قيل : فقد جاء