پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج8-ص466

ومنها لأنهم أصهار رسول الله ( ص ) لأن عائشة منهم .

ومنها لأنهم من حلف المطيبين .

ومنها لأنهم من حلف الفضول .

ثم استوت لهم بعد ذلك بنو عدي وبنو سهم وبنو جمح لأنهم أخوة مرة وجميعهم بنو كعب بن عامر فقيل له : ابدأ ببني عدي وهم قومه ، فقال ؛ بل أقر نفسي حيث كنت ، فإن الإسلام دخل وأمرنا وأمر بني سهم واحد ولكن انظروا بين بني جمح وبني سهم فقيل إنه قدم بني جمح ثم دعا بني سهم وكان ديوان عدي وسهم مختلطا كالدعوة الواحدة فلما بلغت إليه دعوته كبر تكبيرة عالية ثم قال الحمد لله الذي أوصل إلى حظي من رسول الله ( ص ) ثم دعا بني عامر بن لؤي بن غالب ، وكان أبو عبيدة بن الجراح حاضرا وهو من بني فهر بن مالك فلما رأى من تقدم عليه قال : أكل هذا يدعى أمامي ، فقال له عمر يا أبا عبيدة اصبر كما صبرت أو كلم قومك ، فمن قدمك منهم على نفسه لم أمنعه ، فأما أنا وبنو عدي فنقدمك على أنفسنا إن أحببت ثم دعا بعد بني لؤي بن غالب بن غالب بن فهر .

ثم دعا بعدهم بني فهر بن مالك حتى استكمل قريشا واختلف النسابون من علماء الشرع في قريش على قولين :

أحدهما : أنهم بنو فهر بن مالك فمن تفرق نسبه عن فهر فهو من قريش ومن جاوز فهر بن مالك بنسبه فليس من قريش وهذا قول ابن شهاب الزهري وطائفة .

والقول الثاني : أن قريشا هم بنو النضر بن كنانة جد فهر بن مالك ؛ لأنه فهر بن مالك بن النضر بن كنانة فكل من كان من ولد النضر بن كنانة فهو من قريش ومن جاوز النضر بنسبه فليس من قريش وهذا قول الشعبي وطائفة أخرى ، واختلفوا في تسميتهم قريشا على ستة أقاويل :

أحدها : أن فهر بن مالك كان اسمه قريشا وإنما نبزته أمه فهرا لقيا ، وهذا قول الزهري .

والقول الثاني : أنه سمي قريشا لأن قريش بن بدر بن مخلد بن النضر بن كنانة كان دليل بني كنانة في تجارتهم ، وكان يقال قدمت عير قريش فسميت قريش به ، وأبوه بدر بن مخلد هو صاحب بدر الموضع الذي لقي فيه رسول الله ( ص ) قريشا وهو احتفر بئرها وفيه أنزل الله تعالى : ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ) [ آل عمران : 123 ] وهذا القول حكاه الزبير بن بكار عن عمر .

والقول الثالث : أنهم سموا قريشا ؛ لأن النضر بن كنانة سمي قريشا لأنه كان يقرش عن خلة الناس وحاجتهم فيسدها والتقرش هو التفتيش ومنه قول الحارث بن حلزة .