پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج8-ص464

عمر فيما يفعله فقال عمر رضي الله عنه أذكرتني بأن أبدأ ببني هاشم فإن حضرت رسول الله ( ص ) يعطيهم وبني المطلب فكان إذا كانت السن في الهاشمي قدمه على المطلبي ، وإذا كانت في المطلبي قدمه على الهاشمي فوضع ديوانه على ذلك وأعطاهم عطاء القبيلة الواحدة ثم استوت له عبد شمس ونوفل في قدم النسب لأن عبد شمس ونوفلا أخوا هاشم والمطلب لأن جميعهم بنو عبد مناف ، وحكى الزبير بن بكار أنه كان يقال لهاشم والمطلب البدران ولعبد شمس ونوفل الأبهران .

وأصل عبد شمس أنه قيل له عباء الشمس أي يستر الشمس ثم خففوا فقالوا عبد شمس وكان أكبر ولد عبد مناف وأصغرهم المطلب فقدم عمر بني عبد شمس على بني نوفل ، لأن عبد شمس أخو هاشم لأبيه وأمه ونوفل أخو هاشم لأبيه دون أمه ، وأنشد أبو عبيدة لآدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز :

( يا أمير إني قائل قول
ذي دين وبر وحسب )
( عبد شمس [ . . . ، . . . ] أنها
عبد شمس عم عبد المطلب )
( عبد شمس كان يتلوها شما
وهما بعد لأم ولأب )

فقدم عمر بني عبد شمس ثم دعا بعدهم بني نوفل ثم استوت له بنو عبد العزى وبنو عبد الدار وهما أخوا عبد مناف وجميعهم بنو قصي ، فلما فرغ من بني عبد مناف عدل بعضهم إلى أخوي عبد مناف وعبد العزى وعبد الدار ابني قصي ، فقدم بني عبد العزى على بني عبد الدار لأربعة أمور .

منها : أنهم أصهار رسول الله ( ص ) لأن خديجة منهم .

ومنها السابقة للزبير بن العوام ، لأنه منهم .

ومنها لأنهم من حلف المطيبين .

ومنها لأنهم من حلف الفضول ، فأما حلف المطيبين فإنه حلف عقدته قبائل من قريش على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى ردع الظالم ونصرة المظلوم وقالوا إن لنا حرما يعظم وبيتا يزار فأخرجوا من أموالهم ما أعدوه للتعاون على حلفهم فصار الاجتماع على هذا الحلف كالاشتراك في النسب .

واختلف في تسميته بحلف المطيبين ، فقال قوم : لأنهم طيبوا مكة بردع الظالم ونصرة المظلوم ، لأن قريشا تسلطوا حين قووا .

وقال آخرون : بل سموا بذلك لأن أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب أخرجت لهم عند عقد هذا الحلف جفنة فيها طيب فغمسوا أيديهم فيها عند التحالف وتطيبوا به فسمي حلف المطيبين وكان من دخل فيه من قريش بنو عبد مناف وبنو أسد ، وبنو زهرة ، وبنو تيم ، وبنو الحرث بن فهر فلما سمعت بذلك بنو هاشم نحروا جزورا ثم قالوا من أدخل يده