الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج8-ص463
أوصل إلى حظي من رسول الله ( ص ) ثم دعا عامر بن لؤي ( قال الشافعي ) فقال بعضهم إن أبا عبيدة بن عبد الله الجراح الفهري رضي الله عنه لما رأى من تقدم عليه قال أكل هؤلاء يدعى أمامي ؟ فقال يا أبا عبيدة اصبر كما صبرت أو كلم قومك فمن قدمك منهم على نفسه لم أمنعه فأما أنا وبنو عدي فنقدمك إن أحببت على أنفسنا قال فقدم معوية بعد بني الحارث بن فهر ففصل بهم بين بني عبد مناف وأسد بن عبد العزى وشجر بين بني سهم وعدي شيء في زمان المهدي فافترقوا فأمر المهدي ببني عدي فقدموا على سهم وجمح لسابقة فيهم ( قال ) فإذا فرغ من قريش بدئت الأنصار على العرب لمكانهم من الإسلام ( قال الشافعي ) الناس عباد الله فأولاهم أن يكون مقدما أقربهم بخيرة الله تعالى لرسالته ومستودع أمانته وخاتم النبيين وخير خلق رب العالمين محمد ( ص ) ( قال الشافعي ) ومن فرض له الوالي من قبائل العرب رأيت أن يقدم الأقرب فالأقرب منهم برسول الله ( ص ) فإذا استووا قدم أهل السابقة على غير أهل السابقة ممن هو مثلهم في القرابة ‘ .
قال الماوردي : وإذا كان وضع الديوان مأثورا قد عمل به الأئمة الراشدون ولم يجد الإمام منه بدا فقد اختلف في تسميته بالديوان .
فقال قوم : لأن كسرى اطلع يوما على كتابه وهم منتحون مع أنفسهم فقال : ‘ ديوانه ‘ أي مجنون فسمي وضع جلوسهم ديوانا .
وقال آخرون : سمي بذلك لأن الديوان اسم للسلاطين فسمي الكتاب باسمهم لوصولهم إلى غوامض الأمور وضبطهم الشاذ وجمعهم المتفرق ثم سمي موضع جلوسهم باسمهم فقيل ديوان ، فإذا أراد الإمام أن يضع ديوان الجيش قدم فيه العرب على العجم لما فضلهم الله به من رسوله ( ص ) .
قال الشافعي : الناس عباد الله وأولاهم أن يكون مقدما أقربهم فخيره الله لرسالته ومستودع أمانته وخاتم النبيين وخير خلق رب العالمين محمد ( ص ) فإذا أراد تقديم العرب قدم منهم قريشا لقوله ( ص ) : قدموا قريشا ولا تتقدموها ثم من يليهم من بطون قريش بحسب قرب آبائهم من رسول الله ( ص ) لأنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . فأقربهم إليه نسبا بنو هاشم وضم إليهم بنو المطلب لقوله ( ص ) : إن بني هاشم وبني المطلب كالشيء الواحد وشبك بين أصابعه لم يفترقوا في جاهلية ولا إسلام .
وروي أن عمر رضي الله عنه لما أراد وضع الديوان قال بمن أبدأ ؟ فقال له بعض الحاضرين ابدأ بنفسك يا أمير المؤمنين إما على عادة الفرس في تقديم الولاة ، وإما لتخير