الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج8-ص80
بينهم حيث يقول في حكايته عنهم : ( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء ) [ البقرة : 113 ] وتقاطعهم يمنع من توارثهم ، ولأن اختلاف شرائعهم يوجب اختلاف مللهم ، ولأن ما بينهم من التباين كالذي بين المسلمين وبينهم من التباين فاقتضى أن تكون مللهم مختلفة .
ودليلنا قوله تعالى : ( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ) [ الأنفال : 73 ] وقال الله تعالى : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) [ البقرة : 120 ] فجمعهما وروى عمرو بن مرة عن أبي البختري الطائي عن أبي سعيد الخدري عن النبي ( ص ) أنه قال : ‘ الناس خير وأنا وأصحابي خير ‘ ولأنهم مشتركون في الكفر وإن تنوعوا كما أن المسلمون مشتركون في الحق وإن تنوعوا وليس التباين بينهم بمانع من توارثهم كما يتباين أهل الإسلام في مذاهبهم ولا يوجب ذلك اختلاف توارثهم لأن الأصل إسلام أو كفر لا ثالث لهما .
وقال أبو حنيفة : لا توارث بين أهل الذمة وأهل الحرب وكذلك أهل العهد لا توارث بينهم وبين أهل الذمة وأهل الحرب يتوارثون ما لم يختلف بهم الدار ، واختلاف دارهم يكون باختلاف ملوكهم ومعاداة بعضهم لبعض في الدين كالترك والروم فلا يورث بعضهم من بعض .