پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج6-ص432

يقول : ‘ إن الله تعالى قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث ، لا تنفق المرأة شيئا من بيتها إلا بإذن زوجها ‘ قيل : يا رسول الله ولا الطعام قال : ‘ ذلك أفضل أموالنا ‘ ، ثم قال : ‘ العارية مضمونة مؤداة ، والمنحة مردودة والدين مقضي والزعيم غارم ‘ .

وروى زائدة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال : توفي رجل منا فغسلناه ، ثم كفناه ، ثم أتيت النبي ( ص ) ، ليصلي عليه ، فخطا خطوة ، ثم قال : أعليه دين قلنا : ديناران ، فانصرف فتحملها أبو قتادة ، وقال : علي الديناران ، فقال النبي ( ص ) : أعليك حق الغريم ، وبرئ الميت منه ، قال : نعم ، قال : فصلى عليه ، ثم قال بعد ذلك بيوم : ما فعل الديناران ؟ ، قال : إنما مات أمس ، ثم عاد عليه بالغد ، فقال : قد قضيتها قال الآن بردت عليه جلدة ، وروى أبو سعيد الخدري قال : كنا مع النبي ( ص ) في جنازة ، فلما وضعت ، قال ( ص ) : هل على صاحبكم من دين قالوا : نعم درهمان ، قال : صلوا على صاحبكم ، فقال علي رضي الله عنه هما علي يا رسول الله ، وأنا لهما ضامن ، فقام رسول الله ( ص ) فصلى عليه ثم أقبل على علي فقال : جزاك الله عن الإسلام خيرا ، وفك رهانك كما فككت رهان أخيك ، وروى عكرمة عن ابن عباس إن رجلا لزم غريما له بعشرة دنانير ، وحلف لا يفارقه حتى يقضيه ، أو يأتيه بحميل ، فجره إلى رسول الله ( ص ) وقال يا رسول الله إن هذا لزمني فاستنظرته شهرا فأبى حتى آتيه بحميل ، أو أقضيه فوالله ما أجد حميلا وما عندي قضاء ، فقال رسول الله ( ص ) : هل تستنظرها إلا شهرا قال لا قال فأنا أتحمل بها عنك فتحمل بها رسول الله ( ص ) ، فذهب الرجل فأتاه بقدر ما وعده فقال له رسول الله ( ص ) : من أين لك هذا الذهب ؟ قال من معدن قال : أذهب فلا حاجة لنا فيها ليس فيها خير وقضى رسول الله ( ص ) ، وروى عبد الحميد بن أبي أمية عن أنس أن رسول الله ( ص ) أتي بجنازة فقال : صل عليها فقال أليس عليه دين ؟ قالوا نعم ، فقال رسول الله ( ص ) ما ينفعك أن أصلي على رجل وهو مرتهن في قبره فلو ضمن رجل دينه قمت فصليت عليه فإن صلاتي تنفعه .

وروى ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله ( ص ) كان يؤتى بالرجل المتوفى عليه الدين ، فيسأل : هل ترك قضاء ، فإن حدث أنه ترك وفاء صلى عليه ، وإلا قال للمسلمين : صلوا على صاحبكم ، فلما فتح الله عليه الفتوح ، قام فقال : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم من توفي من المؤمنين فترك دينا فعلي قضاؤه ومن ترك مالا فلورثته .

وفي قوله ‘ من ترك دينا فعلي قضاؤه ومن ترك مالا فلورثته ‘ تأويلان :