پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج5-ص7

وقال تعالى : ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس ) [ الحجر : 30 ] وليس إبليس من الملائكة .

وقال تعالى : ( فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) [ الشعراء : 77 ] وتعالى الله أن يكون من جنس من استثنى منه .

وقال الشاعر :

( وبلدة ليس بها أنيس
إلا اليعافير وإلا العيس )

والأنيس : الناس . واليعافير : حمير الوحش ، وقيل : الظباء ، واحدها يعفور مقلوب أعفر .

والعيس : الإبل . واستثنى الحمير والإبل من جملة الناس .

وقال النابغة الذبياني :

( وقفت فيها أُصيلالا أسائلها
عيّت جوابا ولا بالربع من أحد )
( إلا أواريّ لأيا ما أبيّنها
والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد )

فذكر أنه لم يبق بالربع أحد من الناس يسأله إلا الأواري ، والعامة تقول : الأواري : هي المعالف .

وقال العتبي : هي الحبال الممدودة يشد عليها الدواب ، وهو جمع واحدة أورى .

فصل :

في تفسير قوله تعالى : ( وأحل الله البيع ) [ البقرة : 275 ] وذكر الشافعي معاني الآية مستوفاة جميعها في كتاب الأم بكلام وجيز ، فقال : احتمل إحلال الله تعالى البيع في هذه الآية معنيين :

أحدهما : أن يكون أحل كل بيع تبايعه متبايعان جائزا الأمر فيما يتبايعاه عن تراض منهما ، وهذا أظهر معانيه .

الثاني : أن يكون أحل البيع إذا كان مما لم ينه عنه رسول الله ( ص ) المبيّن عن الله معنى ما أراد . فيكون هذا من الجمل التي أحكم فرضها في كتابه ، وبيّن كيف هي على لسان نبيه ، أو من العام الذي أريد به الخاص ، فبيّن رسول الله ( ص ) ما أراد بإحلاله منه وما حرم ، أو يكون داخلا منهما ، أو من العام الذي أباحه إلا ما حرم على لسان نبيه منه وما في معناه – ثم