پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج4-ص193

كلا الوقتين مسقط لغرض الطواف بفعله ، ولأنه ركن أخره عن وقته المختار إلى وقت يسقط عنه الفرض بفعله فوجب أن يلزمه دم بتأخيره قياساً على تأخير الوقوف بعرفة من زمان النهار إلى زمان الليل .

مسألة : ويستحب له إذا فرغ من طوافه أن يشرب من سقاية العباس تأسياً برسول الله ( ص ) لرواية طاوس عن أبيه أن رسول الله ( ص ) أتى سقاية العباس بعد إفاضة فشرب من شرابها وكان طاوس يقول : شرب ذلك بعد الإفاضة من تمام الحج .

قال الشافعي : فإن تركه تارك فلا شيء عليه ، لأنه ترك محبوباً لا فرضاً ، ثم يدخل إلى زمزم فيشرب منها ثلاث جرع ويغسل صدره ووجهه ويصب على رأسه لما روي فيها من الأخبار ونقل من الآثار فروى أبو الزبير عن جابر قال : قال رسول الله ( ص ) ‘ ماء زمزم لما شرب له ‘ .

قال مجاهد : معناه إنه إن شربته تريد به الشفاء شفاك الله ، وإن شربته للظماء أرقاك الله ، وإن شربته لجوع أشبعك الله وهي هزمة جبريل والهزمة العمرة بالعقب في الأرض .

وروى حميد بن هلال عن أبي ذر قال : ما كان لنا طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني ، وما وجدت على كبدي سخفة جوعٍ ، فقال : فقال رسول الله ( ص ) : ‘ إنها مباركةً إنها طعام طعم ، وشفاء سقم ‘ .

وروى خالد بن كيسان عن ابن عباس قال رسول الله ( ص ) : ‘ المتضلع من ماء زمزم براءة من النفاق ‘ وروي عن علي أنه قال : ‘ خير بئر في الأرض بئر زمزم وشر بئر من الأرض بئر بحضرموت ‘ فقال : ‘ إن فيها أرواح الكافرين ‘ .

وروى عطاء عن ابن عباس قال : صلوا في مصلى الأخيار ، واشربوا شراب الأبرار ، قيل : وما مصلى الأخيار ، فقال : تحت الميزاب ، قيل : وما شراب الأبرار ، قال : زمزم ، ويختار إذا شرب منها أن يقول ما رواه ابن جريج عن ابن عباس قال : إذا شربت ماء زمزم فاستقبل البيت ، وقل اللهم إني أسألك علماً نافاً ورزقاً واسعاً وشفاءً من كل داء .

مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : ‘ ثم يرمي أيام منى الثلاثة في كل يوم إذا زالت الشمس الجمرة الأولى بسبع حصياتٍ والثانية بسبعٍ والثالثة بسبعٍ ‘ .