پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج4-ص183

فروى حصين بن الحويرث أن أبا بكر حرك دابته في هذا الموضع حتى أن فخذه لتكدم بالقتب .

وروى هشام بن عروة عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يحرك في محسرٍ ويقول :

( إليك تعدو قلقاً وضينها
مخالفاً دين النصارى دينها )

وروى أبو العالية عن ابن عمر أنه أوضع في وادي محسر وهو يقول :

( إليك تعدو قلقاً وضينها
مخالفاً دين النصارى دينها )
( معرضاً في بطنها جنينها
)

مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : ‘ فإذا أتى منى رمى جمرة العقبة من بطن الوادي سبع حصياتٍ ويرفع يديه كلما رمى حتى بياض إبطه ما تحت منكبيه ويكبر مع كل حصاةٍ ‘ .

قال الماوردي : أما حدود منى فقد ذكر الشافعي أنها ما بين وادي محسر – ( وليس محسر منها ) – إلى العقبة التي عندها الجمرة الدنيا إلى مكة ، وهي العقبة التي بايع رسول الله ( ص ) عندها الأنصار قبل الهجرة ، وليس ما وراء العقبة منها ، وسواء سهولها وجبلها ، وعامرها وخرابها .

فأما جبالها المحيطة بجنباتها فما أقبل منها على منى فهو منها ، فأما ما أدبر من الجبال فليس منها ، وفي تسميتها منى ثلاث تأويلات :

أحدها : أنها سميت بذلك لما يمنى فيها من دماء الهدي أي : يراق ، ولذلك سمي ماء الطهر منياً أي : يراق ، قال الله تعالى : ( أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ) ( القيامة : 37 ) .

والثاني : أنها سميت بذلك : لأن الله تعالى منى فيها على إبراهيم بأن فدى ابنه بكبش واستنقذه من الذبح .

الثالث : أنها سميت بذلك ؛ لأن الله تعالى من فيها على عباده بالمغفرة ، ولهذا روي أن النبي ( ص ) لما دخلها قال : ‘ اللهم وهذه منى التي مننت بها علينا فبارك اللهم لنا في رواحنا وغدونا ‘ فإذا أتى منى قال هذا وابتدأ برمي جمرة العقبة ، وهي آخر الجمرات للذاهب من منى إلى مكة ، وهي أضيقهن فيرميها بسبع حصيات ، وذلك أو مناسكه الواجبة