پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج4-ص158

عما لغير الله تعالى ؛ لأن الامتياز يوجد بفعله على الفور ولا يوجد بفعله على التراخي ، فأما الطهارة من الحدث والنجس وستر العورة فليست شرطاً في السعي فإن كانت شرطاً في الطواف ؛ لأن رسول الله ( ص ) قال لعائشة : ‘ افعلي ما يفعل الحاج غير أنك لا تطوفي بالبيت ، فخص الطواف بالنهي فعلم أن السعي غير داخل في النهي لكن الأولى أن يكون طاهر الأعضاء من الحدث والنجس .

فصل

: فإذا ثبت أن تقدم الطواف شرط في صحة السعي ففرغ من طوافه وعاد إلى استلام الحجر بعد صلاته خرج من باب الصفا ؛ لأن رسول الله ( ص ) خرج إلى سعيه منه ، ولأنه أقصد له ، وأقرب عليه ، ثم يبدأ بالصفا ؛ لرواية جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن النبي ( ص ) لما فرغ من الطواف صلى ركعتين خلف المقام ، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه وخرج من باب الصفا وقال إن الصفا والمروة من شعائر الله فنبدأ بما بدأ الله به ‘ وروي أنه ( ص ) قال : ‘ ابدأوا بما بدأ الله به ‘ ثم رقي على الصفا . فإذا ثبت وجوب البداية بالصفا فيختار أن ترقى عليه كما فعل رسول الله ( ص ) وينتهي إلى موضع بدايته بالبيت ، ثم يستقبل البيت فيكبر ويقول : الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، ولله الحمد والله أكبر على ما هدانا ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون . هذا مروي عن النبي ( ص ) ثم يدعو بعده ويلبي ، إن كان حاجاً ثم يقول ذلك ثانية ويدعو بعده بما بدا له من دين ودنيا ، ثم يقول ذلك ثالثة ويدعو بعده بما سنح من دين ودنيا ، ويختار أن يكون من دعائه ما روى نافع عن ابن عمر أنه كان يدعو بهؤلاء الدعوات على الصفا والمروة : اللهم اعصمني بعينك وطواعيتك وطواعية رسولك اللهم جنبني حدودك ، اللهم اجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك ورسلك وعبادك الصالحين ، اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك ورسلك وعبادك الصالحين اللهم آتني من خير ما تؤتي عبادك الصالحين في الدنيا والآخرة اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى واغفر لي من الآخرة والأولى ، اللهم أوزعني أن أوفي بعهدك الذي عاهدتني عليه ، اللهم اجعلني من أئمة المتقين واجعلني من ورثة جنة النعيم ، واغفر لي خطيئتي يوم الدين .

فصل

: ثم ينزل من الصفا فيمشي إلى المروة ، حتى إذا كان دون الميل الأخضر المعلق في ركن المسجد بنحو من ستة أذرع سعى سعياً شديداً ، حتى يحاذي الميلين الأخضرين اللذين بفناء المسجد ودار العباس ، ثم يمشي حتى يرقى على المروة حتى يبدو له البيت إن بدا له ، ثم يصنع عليها مثل ما صنع على الصفا من قول وفعل ، وقد حصل له