الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج4-ص138
ياقوتتان من يواقيت الجنة طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاء نورهما ما بين المشرق والمغرب ‘ . وروى الحسن أن رسول الله ( ص ) قال : الركن الأسود نور من أنوار الجنة وما من أحدٍ يدعو الله عز وجل إلا استجيب له .
فصل
: ويستحب أن يكبر إذا استلم الركن اليماني ويدعو عنده ، فقد روى سالم عن أبيه عن عبد الله بن عمر أن رسول الله ( ص ) قال : على الركن اليماني ملكان موكلان يؤمنان على دعاء من يمر به ، وعلى الأسود ما لا يحصى ، ويختار أن يكون من دعائه ما روى سعيد بن المسيب أن النبي ( ص ) كان إذا مر بالركن اليماني قال : اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر والذل ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة . وقنا عذاب النار . فقال رجل يا رسول الله : أقول هذا وإن كنت مسرعاً ؟ فقال : نعم وإن كنت أسرع من برق الخلب وما دعي به من شيء فحسنٌ ، ويستحب أن يدعو بين الحجر والركن ، فقد روى الحسن أن رسول الله ( ص ) قال : ‘ ما بين الركن اليماني والركن الأسود روضةٌ من رياض الجنة ‘ وليكن من دعائه ما روى عبد الله بن السائب قال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول بين الحجر والركن : ‘ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ‘ .
مسألة
: قال الشافعي رضي الله عنه : ‘ ولا يبتدئ بشيء غير الطواف إلا أن يجد الإمام في المكتوبة أو يخاف فوت فرض أو ركعتي الفجر ( قال ) ويقول عند ابتدائه الطواف والاستلام ‘ باسم الله والله أكبر اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاءً بعهدك واتباعاً لسنة نبيك محمد ( ص ) ‘ .
قال الماوردي : قد ذكرنا أن من دخل مكة لم يعرج على شيء حتى يطوف بالبيت سبعاً ، إلا في ثلاثة أحوال :
أحدها : لعذر قد أرهقه .
والثاني : لحضور ما هو أولى منه .
والثالث : لعبادة يخاف فوتها .