پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج4-ص132

رواه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أن النبي ( ص ) كان يقول عند دخوله : ‘ اللهم هذا البلد بلدك والبيت بيتك جئت أطلب رحمتك ، وألم طاعتك ، متبعاً لأمرك ، راضياً بقدرك ، مسلماً لأمرك ، أسألك مسألة المضطر إليك ، المشفق من عذابك خائفاً لعقوبتك ، أن تستقبلني بعفوك ، وأن تتجاوز عني برحمتك ، وأن تدخلني جنتك ‘ . وأي شيء قال ما لم يكن هجراً جاز ، قد روى ثابت عن أنس أن النبي ( ص ) دخل في عمرة القضاء وابن رواحة يمشي بين يديه ويقول :

( خلوا بني الكفار عن سبيله
اليوم نضربكم على تنزيله )
( ضرباً يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عن خليله )

فقال له عمر : أبين يدي رسول الله ( ص ) في حرم الله تعالى تقول الشعر ؟ فقال رسول الله ( ص ) : ‘ خل عنه يا عمر فإنه أسرع فيكم من نضح النبل ‘ .

فصل

: فأما مكة ، فقد ذكرها الله تعالى في كتابه باسمين : مكة وبكة فقال في سورة آل عمران : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً ) ( آل عمران : 96 ) وقال تعالى في سورة الفتح : ( وَهُوَ الذِي كَفَّ أيْدِيهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ) ( الفتح : 23 ) فاختلف الناس في ذلك فقال قوم : هما لغتان ، والمسمى واحد ؛ لأن العرب تبدل الميم بالباء ، فيقولون ضرب لازب ولازم ، لقرب المخرجين . وقال آخرون بل هما اسمان ، والمسمى بهما شيئان ، ومن قال بهذا اختلفوا ، في المسمى بهما على قولين :

أحدهما : أن مكة اسم البلد ، وبكة اسم البيت وهذا قول إبراهيم ويحيى .

والثاني : أن مكة الحرم كله ، وبكة المسجد كله وهذا قول زيد بن أسلم ، فأما مكة مأخوذة من قولهم تمككت المخ تمككاً إذا استخرجته ، وأنشد بعض الرجاز في تلبيته :

( يا مكة الفاجر مكي مكا
ولا تمكي مذحجاً وعكا )

مكة الفاجر يعني بمكة العاجز عنها ، ويخرجه منها ، وأما بكة فقد قال الأصمعي : سميت بذلك ؛ لأن الناس يبك بعضهم بعضاً ، أي يدفع ، وأنشد :

( إذا الشريب أخذته أكه
فحله حتى يبك بكه )
مسألة

: قال الشافعي رضي الله عنه : ‘ فإذا رأى البيت قال : اللهم زد هذا البيت