پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج4-ص91

هريرة فبعضهم روى : ‘ لبيك أن الحمد والنعمة لك ‘ بفتح الألف من أن – على معنى – لأن الحمد والنعمة لك ، وبعضهم روى بكسر الألف على الابتداء والاستئناف ، ويختار أن يقتصر على تلبية رسول الله ( ص ) ، ولا يقصر عنها ، ولا يجاوزها ، لما روي أن سعد بن أبي وقاص سمع بعض بني أخيه يقول : لبيك يا ذا المعارج ، فقال سعد : إنه لذو المعارج ، وما هكذا كما نلبي على عهد رسول الله ( ص ) . وقد روي عن الصحابة رضوان الله عليهم في التلبية زيادات ، فروى نافع أن ابن عمر كان يزيد فيها : لبيك لبيك وسعديك ، والخير بيديك ، لبيك والرغبة وإليك والعمل .

وروى المسور بن مخرمة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه كان إذا بلغ إلى قوله : والملك لا شريك لك ، قال : لبيك مرهوباً ومرغوباً إليك لبيك ذا النعماء والفضل الحسن . قال الشافعي : ولا ضيق على أحد في مثل ما قال ابن عمر ، ولا غيره من تعظيم الله تعالى ودعائه مع التلبية ، غير أن الاختيار عندي أن يفرد ما روي عن النبي ( ص ) لا يقصر عنه ولا يجاوزه ، وقد روي عن النبي ( ص ) في التلبية التي ذكرنا زيادات . فروى الأعرج عن أبي هريرة قال : ‘ كان من تلبية رسول الله ( ص ) ‘ لبيك إله الحق لبيك ‘ . وروى ابن سيرين عن أنس قال : ‘ سمعت رسول الله ( ص ) يلبي ‘ لبيك حجاً حقاً تعبداً ورقاً ‘ . فيستحب أن يفرد تلبية رسول الله ( ص ) . فإن زاد عليها ، زاد ما روي عن الصحابة ، لا يجاوزه ، وقد حكي عن بعض صلحاء السلف أنه كان يقول في التلبية : لبيك أنت مليك من ملك ما خاف عبد أملك . فهذا وإن كان حسناً ، فليس بمسنون عن الرسول ، ولا مأثور عن الصحابة ، فإن رأى شيئاً يعجبه من أمور الدنيا ، قال في تلبيته : لبيك إن العيش عيش الآخرة . فقد رواه ابن عباس عن رسول الله ( ص ) ، واختلف أهل اللغة في معنى لقولهم : سعديك ، على وجهين :

أحدهما : معناه : أي معك أسعد بك .

والثاني : أنه مأخوذ من المساعدة ، واختلف أيضاً في لبيك وسعديك ، هل هو على معنى التلبية ، أو الإفراد ؟ على وجهين :

أحدهما : أنها موحدة على هذا اللفظ ، وهو قول الخليل .

والثاني : أنها على التثنية ، وليس لها واحد ، وهذا قول خلف الأحمر .

فصل

: قال الشافعي في الأم : إذا لبى ، فاستحب أن يلبي ثلاثاً فاختلف أصحابنا في تأويله على ثلاثة مذاهب :