الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج4-ص89
مهل ، ولا كبر مكبر على شرفٍ من الأشراف إلا أهل ما بين يديه وكبر تكبيره حتى ينقطع بهم منقطع التراب ‘ وروى خلاد بن السائب عن زيد بن خالد قال : قال رسول الله ( ص ) : ‘ إن جبريل أتاني الآن فقال : قل لبيك اللهم لبيك ، فإنه من شعار الحج ‘ .
وحكي عن أبي علي بن خيران وأبي علي بن أبي هريرة أن التلبية في أثناء الحج والعمرة واجبة وزعماً أنهما وجدا للشافعي نصاً يدل عليه ، وليس يعرف للشافعي في كتبه نص يدل عليه .
قال الماوردي : وهذا صحيح ، يستحب للمحرم أن يلبي في جميع أحواله ، قائماً ، وقاعداً ، وراكباً ، ونازلاً ، وجنباً ، ومتطهراً ، وعند اضطمام الرفاق ، وعند الإشراف ، والهبوط ، وبالأسحار ، وخلف الصلوات ، وفي استقبال الليل والنهار ؛ لأنه فعل السلف . وقد روت عائشة رضي الله عنها ‘ أن النبي ( ص ) كان يذكر الله في كل أحيانه ‘ .
فأما التلبية في مساجد الجماعات ، فلا يختلف مذهب الشافعي في القديم والجديد ، أن رفع الصوت بها في ثلاثة مساجد منها مسنون :
أحدهما : المسجد الحرام .
والثاني : المصلى بعرفة وهو مسجد إبراهيم .
والثالث : مسجد الخيف بمنى ، فهذه المساجد الثلاثة قد جرت العادة أن يرفع الناس أصواتهم بالتلبية فيها ، فأما ما عادها من مساجد الجماعات ، فإن الشافعي كره في القديم