پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج3-ص481

كتاب الاعتكاف

أما الاعتكاف في اللغة فهو المقام واللبث على الشيء براً كان أو إثماً ، قال الله تعالى : ( فأَتَوْا علَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أصْنَامٍ لَهُمْ ) ( الأعراف : 138 ) أي : يقيمون وقال امرؤ القيس :

( تظل الطير عاكفةً عليهم
وتنتزع الحواجب والعيونا )

وقال أبو ذؤيب :

( فهن عكوفٌ كنوح الحمام
قد شفى أكبادهن الهوى )

ثم جاء الشرع فقرر الاعتكاف لبثاً على صفة في مكان مخصوص .

والأصل فيه قوله : ( وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي المَسَاجِدِ ) ( البقرة : 187 ) وقوله تعالى : ( أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) ( البقرة : 125 ) وفيه تأويلان :

أحدهما : تطهيره من الكفار .

والثاني : من الأصنام .

وروى أبو صالح عن أبي هريرة أن رسول الله ( ص ) كان يعتكف عشراً من رمضان فلما كان في العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً وروى الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله ( ص ) كان يعتكف العشر الأواخر إلى أن توفاه الله عز وجل .

فإذا تقرر هذا ، فالاعتكاف سنة حسنة وقربة مأمور بها غير واجبة ولازمة يدل على ذلك ، رواية أبي سعيد الخدري أن رسول الله ( ص ) قال : ‘ من أراد أن يعتكف فليعتكف العشر