الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج3-ص474
وروي عن ابن عباس أنه قال : صوموا التاسع والعاشر ، وخالفوا اليهود .
فصل
: فأما سائر شهور السنة ، وأيامها فقد روي عن رسول الله ( ص ) في تفضيل بعضها على بعض ، ما أنا ذاكره فمن ذلك شهر المحرم روي عن رسول الله ( ص ) في فضل صيامه أنه سئل أي الصوم أفضل بعد شهر رمضان ، فقال : شهر الله المحرم .
فصل
: ومن ذلك شهر رجب ، روي عن رسول الله ( ص ) أنه سئل : أي الصوم أفضل بعد شهر رمضان ؟ فقال : شهر الله الأصم وروي الأصب .
قال أبو عبيد : يعني رجباً لأن الله تعالى يصب فيه الرحمة صباً ، وسمي أصم لأن الله تعالى حرم فيه القتال ، فلا يسمع فيه سفك دم ، ولا حركة سلاح وروى عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله ( ص ) قال ‘ صيام أول يومٍ من رجب كفارة ثلاث سنين وصيام اليوم الثاني كفارة سنتين وصيام اليوم الثالث كفارة سنة ثم كل يوم كفارة شهرٍ ‘ .
فصل
: ومن ذلك شعبان روي عن رسول الله ( ص ) أنه قال ‘ من سره أن يذهب كثير من وحر صدره فليصم شهر الصبر وثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ ‘ يعني بشهر الصبر شعبان ، وقيل رمضان وقيل وحر صدره يعني : غش صدره وبلابله ، وقالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله ( ص ) يصوم حتى نقول إنه لا يفطر ، ويفطر حتى نقول إنه لا يصوم وما رأيته صام شهراً أكثر من شعبان فهذه الشهور التي ورد فيها تفضيل الصيام .
فصل
: فأما الأيام التي وردت فيها السنة بصيامها ، فمنها يوم عرفة وعاشوراء ، وقد ذكرنا فضل الصيام فيها ، ومنها صيام الأيام البيض من كل شهر قد روي أن أعرابياً قال : يا رسول الله إني أصوم ثلاثة أيامٍ من الشهر ، فقال رسول الله ( ص ) إن كنت صائماً فصم الغر .