پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج3-ص395

التفسير ، حتى نسخ الله ذلك بقوله : فليصمه ودل على وجوب الصيام من طريق السنة ، ما روى ابن عمر أن رسول الله ( ص ) قال : ‘ بني الإسلام على خمسٍ شهادةٍ أن لا آله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان ، وحج البيت ‘ ودل عليه حديث طلحة بن عبيد الله أن رجلاً ثائر الشعر أتى النبي ( ص ) يسمع لصوته دوي يسأل عن الإسلام فقال النبي ( ص ) في حديث طويل ‘ أن تشهد أن لا آله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم شهر رمضان وتحج البيت ‘ ودل على ذلك أيضاً قوله ( ص ) ‘ صلوا خمسكم وأدوا زكاتكم طيبةً بها نفوسكم وصوموا شهركم وحجوا بيت ربكم تدخلوا جنة ربكم ‘ ثم أجمع المسلمون على وجوب الصيام ، وهو أحد أركان الدين فمن جحده فقد كفر ، ومن أقربه ولم يفعله فقد فسق ، غير أنه لا يقتل ، فإن قيل : فلم لا أوجبتم عليه القتل ، كما أوجبتموه على تارك الصلاة قلنا لأمرين :

أحدهما : أن الصلاة مشابهة للإيمان لأنهما قول اللسان ، واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح فقتل تاركها كما يقتل تارك الإيمان ، وليس كذلك الصيام .

والثاني : أن الصلاة لا يمكن استيفاؤها من تاركها إلا بفعله فلذلك كان تركها موجباً لقتله ، والصيام يمكن استيفاؤه من تاركه بأن يمنع الطعام والشراب وما يؤدي إلى إفطاره فلم يكن تركه موجباً لقتله ، فإذا تقرر ما ذكرنا فصيام شهر رمضان واجب على كل مسلم بالغ عاقل من ذكر ، وأنثى وحر وعبد وأما الصبي والمجنون فلا صوم عليهم لارتفاع القلم عنهما .