پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج3-ص393

يتصبر يصبره الله وما أعطى أحدٌ من عطاءٍ أوسع من الصبر وروى طارق عن ابن مسعود قال قال رسول الله ( ص ) : ‘ من أصابته فاقةٌ فأنزلها بالناس لم يسد الله فاقته ومن أنزلها بالله أوشك له بالغني أو بموت عاجلٍ ‘ فلذلك كرهنا له السؤال مع قوله تعالى : ( لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إلْحَافاً ) ( البقرة : 273 ) فإن سال لم يحرم السؤال عليه إذا كان محتاجاً ويقصد بسؤاله أهل الخير والصلاح فقد قال النبي ( ص ) ‘ إن كنت لا بد سائلاً فاسأل الصالحين ‘ وروي عن النبي ( ص ) أنه قال ‘ يد الله العلياء ويد المعطي الوسطى ويد المستعطي السفلى ‘ فأما من سأل وهو غني عن المسألة بمال ، أو بصناعة فهو بسؤاله آثم ، وما يأخذه عليه محرم قال النبي ( ص ) : من سأل وهو غني جاءت مسألته يوم القيامة خدوشاً أو خموشاً أو كدوحاً في وجهه قيل وما غناه ، قال خمسون درهماً أو عدلها من الذهب وقال ( ص ) ‘ من سأل وله أوقية فقد سأل الناس إلحافاً ‘ وليس الغنى بالمال وحده بل قد يكون الرجل غنياً بماله ، وقد يكون غنياً بنفسه ، وصنعته فإذا استغنى بمادة من مال ، أو صنعة كان غنياً تحرم المسألة عليه ، ونحن نسأل الله المعونة ، وحسن الكفاية بتوفيقه ومنه إن شاء الله .