پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج3-ص382

فصل

: فأما قدر الصاع المؤدى ، فهو أربعة أمداد كل مد منها رطل وثلث بالعراقي فيكون الصاع خمسة أرطال وثلث بالعراقي هذا مذهب الشافعي ، ومالك وأبي يوسف وأحمد بن حنبل وسائر فقهاء الحرمين ، وأكثر فقهاء العرقيين وقال أبو حنيفة ومحمد : المد رطلان ، والصاع ثمانية أرطال استدلالاً برواية أنس بن مالك قال ‘ كان رسول الله ( ص ) يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد ‘ والمد رطلان ، وقد روت عائشة بنت عجرد عن أن أنفع امرأة أبي السعر قالت : كان رسول الله ( ص ) يغتسل بالصاع ‘ والصاع ثمانية أطالٍ ‘ قال وقد روي عن مجاهد قال سألت أم سلمة أن تريني صاع رسول الله ( ص ) قال : فأخرجت صاعاً حزر به ثمانية أرطال وهذا غلط .

ودليلنا على صحة قولنا : ما روي أن النبي ( ص ) قال لكعب بن عجرة أيؤذيك هوام رأسك قال نعم قال : احلق رأسك وأنسك نسيك أو صم ثلاثة أيامٍ أو اطعم ثلاثة آصعٍ ستة مساكين وروي في كثير من الأخبار أنه قال ، أو تصدق بفرقٍ من تمرٍ على ستة مساكين ، فموضع الدلالة أن القصة واحدة ، وقول الأكثر واحد فنقل عنه ثلاثة آصع ، ونقل عنه فرق فيجوز أن يكون النبي ( ص ) قال : ثلاثة آصع فنقل الراوي معنى الخبر وجعل مكان الآصع فرقاً ، ويحتمل أن يكون أمر بفرق فنقل معناه وجعل مكان الفرق ثلاثة آصع ، ويحتمل أن يكون النبي ( ص ) قال : ثلاثة آصع فرق من تمر في أدى ذلك أقول على أن الفرق ثلاثة أصع فلما لم يختلف واجد هذين من أهل العلم أن الفرق ستة عشر رطلاً بالعراق ، ثبت أن الصاع الذي هو خمسة أرطال وثلث رطل بالعراقي ، وروى مالك قال أخرج لي نافع صاعاً وقال هذا صاع أعطانيه ابن عمر ، وقال هذا صاع رسول الله ( ص ) فعيرته فكان بالعراقي خمسة أرطال وثلت ، وروي أن الرشيد حج ، ومعه أبو يوسف فلما دخل المدينة جمع بينه وبين مالك ، فسأل أبو يوسف مالكاً عن الصاع فقال خمسة أرطال وثلث فأنكر أبو يوسف ذلك فاستدعى مالك أهل المدينة ، وسأل كل واحد منهم يحضر صاعه معه ، فاجتمعوا ومع كل واحد منهم صاعه ، يقول : هذا ورثته عن أبي وحدثني أبي أنه قال ورثته عن جدي ، وأنه كان يخرج به زكاة الفطر إلى رسول الله ( ص ) ، فوزنه الرشيد ، فإذا هو خمسة أرطال وثلث فرجع أبو يوسف ، إلى هذا الظهور في الصحابة ، واشتهاره في المدينة ، وتواتر نقل الخلف عن السلف ، فإن قالوا هذا عمل أهل المدينة وعملهم ليس بحجة ، قيل : إنما احتججنا بنقلهم دون عملهم ونقلهم حجة على أنه قد روى طاوس عن ابن عمر أن النبي ( ص ) قال ‘ المكيال مكيال أهل