پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج3-ص68

حلق الشعر ، والسلق هو أن تنوح بلسانها ، قال الله سبحانه : ( سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ ) ( الأحزاب : 19 ) .

وروي قتيبة في غريب الحديث أن رسول الله ( ص ) لعن من النساء السالقة والحالقة ، والخارقة والممتهشة .

فالسالقة : التي ترفع صوتها بالصراخ عند المصيبة ، والحالقة : التي تحلق شعرها ، والخارقة : التي تخرق ثوبها ، والممتهشة : أن تخمش وجهها فتأخذ لحمه بأظفارها منه ، وقيل نهشة الكلاب ، والممهشة : التي تحلق وجهها بالموسى للتزين .

فصل البكاء على الميت

فأما البكاء بلا ندب ولا نياحة فمباح ، لما فيه من تخفيف الحزن وتعجيل السلو ، وقد روى ثمامة بن عبد الله عن أنس بن مالك أن رسول الله ( ص ) وضع إبراهيم عليه السلام في حجره وهو يجود بنفسه فقال لولا أنه موعد صادقٌ ، ووعدٌ جامعٌ ، وأن الماضي فرط للباقي ، وأن الآخر لاحقٌ بالأول ، لحزنا عليك يا إبراهيم ، ثم دمعت عيناه ، فقال : تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضاه الرب ، وإنا بك يا إبراهيم محزونون الحق بالسلف الصالح عثمان بن مظعون .

وروى أبو أمامة قال : جاء رجلٌ إلى رسول الله ( ص ) حين مات ابنه إبراهيم عليه السلام ، وعيناه تدمعان ، فقال يا نبي الله تبكي على هذا السخل ، والذي بعثك بالحق لقد دفنت اثنى عشر ولداً كلهم أشف منه كلهم أدفنهم في التراب أحياءً فقال النبي ( ص ) : ‘ فما ذنبي إن كانت الرحمة ذهبت منك ‘ وروى ابن عباس قال ‘ لما ماتت رقية بنت رسول الله ( ص ) توجه عثمان بن مظعون بالحصبة ‘ قال رسول الله ( ص ) الحق لبلغنا الخير أيجهر عثمان بن مظعون قال : وبكى النساء فجعل عمر بن الخطاب يضربهن بسوطه ، فأخذ النبي ( ص ) بيده ، وقال دعهن يا عمر وقال إياكن ونعيق الشيطان فإنه مهما يكن من العين والقلب فمن الله عز وجل ومن الرحمة ، ومهما يكن من اللسان واليد فمن الشيطان ، قال وبكت فاطمة رضي الله عنها على شفير القبر ، فجعل رسول الله ( ص ) يمسح الدموع عن عينها بطرف ثوبه ، وقيل إنه ( ص ) زوج عثمان ابنته أم كلثوم على شفير قبر رقية .