پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج3-ص57

وبالدعاء للمؤمنين والمؤمنات ثالثاًً ، فيقول : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ، وألف بين قلوبنا وقلوبهم على الخيرات ، واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة ، وثبتهم على ملة نبيك محمد ( ص ) ، وإنما اخترنا الدعاء للمؤمنين والمؤمنات عقيب الصلاة على النبي ( ص ) ، ليكون أسرع إلى الإجابة ، فقد روي عن النبي ( ص ) أنه قال ‘ إذا سأل أحدكم ربه في حاجته فليبدأ بالصلاة عليّ فإن الكريم إذا سئل في حاجتين لم يجب في أحدها وترك الأخرى ‘ فلو قدم بعض هذه الثلاثة على بعض جاز ، ولو اقتصر بعد التكبيرة الثانية على الصلاة على النبي ( ص ) جاز .

مسألة :

قال الشافعي رضي الله عنه : ‘ ثم يكبر الثالثة ويرفع يديه كذلك ويدعو للميت فيقول ‘ اللهم عبدك وابن عبدك خرج من روح الدنيا وسعتها ومحبوبه وأحباؤه فيها إلى ظلمة القبر وما هو لاقيه وكان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك وأنت أعلم به اللهم نزل بك وأنت خير منزولٍ به وأصبح فقيراً إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه وقد جئناك راغبين إليك شفعاء له اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه وإن كان مسيئاً فتجاوز عنه ولقه برحمتك رضاك وقه فتنة القبر وعذابه وافسح له في قبر وجاف الأرض عن جنبيه ولقه برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ‘ ثم يكبر الرابعة ثم يسلم عن يمينه وشماله ويخفي القراءة والدعاء ويجهر بالسلام ‘ .

قال الماوردي : وإذا كان الميت امرأة قال : اللهم أمتك ، وابنة عبدك ، وأتى بجميع الدعاء بلفظ التأنيث ، ولو كان الميت طفلاً ، دعا لأبويه فقال : اللهم اجعله لهما فرطاً وسلفاً ، وذخراً وعظة واعتباراً ، وثقل به موازنيهما ، وافرغ الصبر على قلوبهما ، ولا تفتنهما بعده ، وإنما اخترنا هذا الدعاء ، لأنه مأثور عن السلف وبأي شيء دعا ولو اقتصر على أن قال اللهم ارحم جاز ، ثم يكبر الرابعة ويسلم ، ولم يحك عن الشافعي في الرابعة ذكر غير السلام ، وقال البويطي : إذا كبر الرابعة قال : اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وحكى أبو علي بن أبي هريرة أن المتقدمين كانوا يقولون في الرابعة : ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ، وليس ذلك بمحكي عن الشافعي فإن فعل كان حسناً ويسلم تسليمتين إحداهما عن يمينه ، والثانية عن شماله ، وعلى قياس قوله القديم إن كان الجمع يسيراً سلم تسليمة واحدة عن يمينه وتلقاء وجهه .