الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص520
إيانا في سقيانا وسعة رزقنا ‘ ثم يدعو بما يشاء من دين ودنيا ويبدءون ويبدأ الإمام بالاستغفار ويفصل به كلام ويختم به ثم يقبل على الناس بوجهه فيحضهم على طاعة ربهم ويصلي على النبي ( ص ) ويدعو للمؤمنين والمؤمنات ويقرأ آية أو آيتين ويقول أستغفر الله لي ولكم ثم ينزل ‘ .
قال الماوردي : وقد روى ابن المسيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استسقى فكان أكثر دعائه الاستغفار ، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه إني لأعجب ممن يبطئ عليه الرزق ومعه مفاتيحه ، فقيل له وما مفاتيحه فقال الاستغفار ، وحكي عن بعض العرب الجفاة أنه استسقى فقال :
قال أبو العباس المبرد معناه : أشهد أن لا أبا لك ، فهذا وإن كان في لفظه جفاء فهو في معنى الدعاء صحيح ، فإذا فرغ من الدعاء استقبل الناس وأتى بباقي الخطبة ثم قال استغفر الله لي ولكم ، وهو على ما كان عليه من الرداء وتحويله ، وكذلك الناس معه حتى نزعوها متى نزعها ، ويختار أن يقرأ عقيب دعائه بقوله : ( قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ) يونس : 89 ) وقوله تعالى : ( فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ) [ الأنبياء : 84 ] وقوله تعالى : ( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) ( الأنبياء : 88 ) وما أشبه ذلك من الآيات تفاؤلا لإجابة الدعوة .
قال الماوردي : وذلك في الاختيار ثلاثة أيام متواليات والزيادة عليها حسن ، لما روي عن النبي ( ص ) أن الله تعالى يحب الملحين في الدعاء .
قال الماوردي : وهذا صحيح لقوله تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة ) [ الحجرات : 10 ] وقوله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) ( المائدة : 2 ) ولقوله ( ص ) ‘ المسلمون تتكافأ