الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص480
بالإعلام وركوب الأبلق ، لما روينا أن حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أعلم بريش نعامة يوم بدر غرزها في صدره ، وروي أن أبا دجانة كان يعلم بعصابة حمراء .
وروي أن أبا محجن كان يركب الأبلق ، وروي أن الزبير بن العوام رضي الله عنه كان يعلم بذاؤبة ملونة ، فأما من علم من نفسه الأحجام عن لقاء عدوه فيكره له الأعلام خوفا من هزيمة المسلمين .
قال الماوردي : وهذا صحيح أما إذا استدعى المشرك البراز فلا بأس أن يبارزه من المسلمين من يعلم من نفسه قوة عليه قد برز أبي بن خلف الجمحي يوم أحد وقال : ليبرز إلى محمد فأني قد حلفت أن أقتله ، فقال النبي ( ص ) : ‘ بل أنا أقتلك ‘ وبرز النبي ( ص ) إليه فرماه بحرية في صدره فخدشه بها فمات منها ، فقيل له وهو يجود بنفسه أيقتلك بمثل هذا الخدش فقال – والله لو تفل علي لقتلني .
فأنزل الله تعالى : ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) ( الأنفال : 17 ) وروي أن عتبة بن أبي ربيعة وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة استدعيا البراز يوم بدر ، فبرز إليهم ثلاثة من الأنصار ، فقالوا : من أنتم ، فقالوا : الأنصار قالوا : ما نعديكم ، ليقم إلينا أكفاؤنا ، فبرز حمزة بن عبد المطلب إلى عتبة بن ربيعة فقتله ، وبرز علي رضي الله عنه إلى الوليد بن عتبة فقتله .
وبرز عبيد بن الحارث إلى شيبة بن ربيعة فقتله ، وقطع شيبة رجل عبيدة وخلص حيا فمات بالصفراء بين بدر والمدينة وروي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بارز عمرو بن ود العامري بيوم الأحزاب فقتله وقد كان أكثر قتال الأنصار فرسانا ورجاله وأما إذا بدا الرجل