پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص453

الشافعي : ولا فضل للمقصورة على غيرها ، لأنه شيء محدث ، قيل إن أول من أحدثه معاوية وإنما اخترنا الصف الأول لقوله ( ص ) : ‘ ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ‘ وروى أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي ( ص ) أنه قال : ‘ لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ‘ .

وروي عنه ( ص ) أنه قال : ‘ أن الرحمة تنزل على الإمام ثم على الصف الذي يليه ثم على الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ‘ .

( مسألة )

: قال الشافعي رحمه الله تعالى : ‘ وأحب التبكير إليها وأن لا تؤتى إلا مشيا لا يزيد على سجيه مشيته وركوبه ولا يشبك بين أصابعه لقول النبي ( ص ) ‘ فإن أحدكم في صلاة ما كان يعمد إلى الصلاة ‘ .

قال الماوردي : وهذا كما قال . يكره الركوب إلى الجمعة ، ويختار إتيانها مشيا ، لما روى الزهري أنه قال : ‘ ما ركب رسول الله ( ص ) في عيد ولا جنازة قط ‘ . ولما فيه من أذى الناس ومزاحمتهم ، ويختار إذا مشى أن لا يزيد على سجيته في مشيته ، وقد حكي عن ابن عمر أنه كان يسعى إلى الجمعة سعيا ، لقوله تعالى ( فاسعوا إلى ذكر الله ) وهذا عند جميع الصحابة غير مستحب ، وهو عندنا مكروه لما روي عن النبي ( ص ) أنه قال : ‘ إنكم لتأتون إلى الجمعة وتسعون سعيا فأتوها وعليكم السكينة والوقار فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا ‘ . وروي عنه ( ص ) أنه قال لجابر بن عتيك : ‘ ائت الجمعة على هينتك ‘ فأما الآية فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرؤها : فامضوا إلى ذكر الله ، ومن قرأها ‘ فاسعوا ‘ قال أراد به القصد كقوله تعالى : ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) [ النجم : 39 ] وقال قيس بن الأسلت :

( أسعى على جل بني مالك
كل امرئ في شأنه ساعي )

وقال عبد الله بن عباس : لو كان معناه السعي لسعيت حتى يسقط ردائي . ويختار لمن توجه إلى الجمعة أن لا يشتغل بغير قصده ، ولا يعبث بيده ، ولا يشبك بين أصابعه لما روي عن النبي ( ص ) أنه قال : ‘ إذا انتظر أحدكم الصلاة فلا يشبك بين أصابعه فإن أحدكم في صلاة ما كان يعمد إليها ‘ .