پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص224

فإنه يطرح الشك ويبني على اليقين ويأتي بما شك في فعله على ما تقدم ذكره ويسجد للسهو لقوله ( ص ) : ‘ فليبن على ما استيقن ‘ فاقتضى أن يكون الشك مطرحاً والبناء على اليقين واجب ، واليقين أنه لم يأت بما شك بالإتيان به

( مسألة )

: قال الشافعي رضي الله عنه : ‘ وإن استيقن السهو ثم شك هل سجد للسهو أم لا ؟ سجدهما وإن شك هل سجد سجدة أو سجدتين سجد أخرى ‘

قال الماوردي : صورتها في رجل تيقن أنه أتى في صلاته بما يوجب سجود السهو مثل سلام ، أو كلام ، أو ترك تشهد أو قنوت ، ثم شك هل أتى بسجود السهو لأجله أم لا ؟ فهذا شك حصل في نصان فعليه الإتيان به ليكون على يقين من فعله ، وكذلك لو تيقن أنه سجد إحدى السجدتين ، ثم شك في الثانية فعليه الإتيان بها ليكون على يقين من فعلها

( فصل )

: ولو سها في سجود السهو كان سجد إحدى السجدتين ثم سلم أو قام ساهياً قبل أن يأتي بالسجدة الثانية فليس للشافعي نص في حكم هذا السهو ، ولكن مذهب سائر أصحابنا وهو قول كافة الفقهاء إنه لا حكم لهذا السهو ؛ بل يأتي بالسجدة الثانية ويسلم ، لأن سجود السهو نفسه جبران فلم يفتقر إلى جبران كصوم المتمتع لما كان جبراناً لم يفتقر إلى جبران في تأخيره ولزمه ذلك في قضاء رمضان ، لأنه ليس بجبران

وقال بعض أصحابنا : وبه قال قتادة وحده : يسجد لهذا السهو سجدتين ، ويكون حكمه حكم السهو في غيره فتكون السجدة الأولى من هاتين السجدتين نائبة عن السهو الأول والثاني سجدت الثانية نائبة عن السهو الثاني ، ونظيره المعتدة إذا وطئها الزوج بشبهة وقد بقي من عدتها قرء فعليها أن تعتد بثلاثة أقراء من هذا الوطء فالقرء الأول نائب عن العدة الأولى ، والثاني نائب عن العدة الثانية من وطء الشبهة ، وهذا التشبيه يصح بعد تسليم الحكم ، فأما مع فساد ما ذكرنا فلا ، فأما إذا سها بعد فراغه من سجود السهو قبل سلامه ففيه وجهان لأصحابنا محتملان :

أحدهما : لا سجود للسهو عليه للمعنى المتقدم

والوجه الثاني : وهو أصح عليه سجود السهو ، لأن السهو لم يقع في الجبران فيمتنع من جبرانه ، وإنما وقع في نفس الصلاة فكان بالساهي قبل سجوده أشبه

( مسألة )

: قال الشافعي رضي الله عنه : ‘ وإن سها سهوين أو أكثر فليس عليه إلا سجدتا السهو ‘

قال الماوردي : وهذا كما قال إذا كثر سهوه في صلاته فسجدتا السهو تنوب عن جميع سهوه وهو قول الفقهاء

وقال ابن أبي ليلى : عليه لكل سهو سجدتان