پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص156

التشهد : ‘ قولوا التحيات لله الزاكيات لله الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ‘

فأخذ بهذا التشهد مالك ، والمدنيون

فأما تشهد ابن عباس فرواه الشافعي عن يحيى بن حسان عن الليث بن سعد عن أبي الزبير المكي عن سعيد بن جبير ، وطاوس عن ابن عباس قال : كان رسول الله ( ص ) يعلمنا التشهد كما يعلمنا القرآن فكان يقول : التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ‘

فأخذ بهذا التشهد الشافعي ، والمكيون وهذا بإسقاط الألف واللام من السلام في الموضعين ورواه أبو داود بإثبات الألف واللام ، وما اختاره الشافعي من تشهد ابن عباس أولى من وجوه

منها : زيادة على الروايات بقوله المباركات ، ولتعليم النبي ( ص ) له كتعليم القرآن ولتأخره عن رواية غيره ، والأخذ بالمتأخر أولى ولقوله تعالى : ( تحية من عند الله مباركة طيبة ) [ النور : 61 ] وما وافق كتاب الله عز وجل أولى ، وبأي هذه الروايات تشهد أجزأه وكان أبو العباس بن سريج يقول : كل ذلك من الاختلاف المباح الذي ليس بعضه أولى من بعض كما قال في الأذان وليس كما قال

( فصل )

: فأما القدر الذي لا يجزئ أقل منه فست كلمات ، وهي قوله التحيات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، والكلمة السادسة هي الصلاة على النبي ( ص ) وإنما كان هذا القدر واجباً دون ما سواه ، لأنه متفق على فعله في الروايات كلها وما سواه مختلف فيه فلزم منه القدر المتفق عليه دون المختلف فيه ، ثم هل يلزمه ترتيب التشهد على ما وصفنا أم لا ؟ على وجهين :

أحدهما : يلزمه ترتيبه على اللفظ المنقول ، كالقراءة وإن قدم بعض هذه الكلمات على بعض لم يجزه

والوجه الثاني : لا يلزمه ترتيبها بخلاف القرآن ، لأن في القرآن إعجاز إذا خالف نظمه زال إعجازه ، وليس كذلك سائر الأذكار