الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص153
الله ( ص ) كلمات أقولهن في القنوت ‘ اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، إنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت وتعاليت ‘ فهذا القنوت الذي اختار الشافعي به في قنوت الصبح وفي الوتر في النصف الأخير من شهر رمضان
قال الشافعي : ‘ ولو قنت بسورتي أبي كان جيداً اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ، ونثني عليك الخير نشكرك ، ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يهجرك عند أبي بن كعب سورة ، والثابت اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الحد بالكافرين ملحق – بكسر الحاء – بمعنى : لاحق
قال الأصمعي : لا يجوز غيره وحكاه عن أبي عبيدة . وكان أبي يعتقد أنهما سورتان من القرآن ، فإن جمع بين قنوت الحسن بن علي عليه السلام وسورتي أبي كان حسناً ، وأن تقرر أحدهما فقنوت الحسن بن علي أولى
وروى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن علي رضي الله عنه أن النبي ( ص ) كان يقول في آخر وتره : ‘ اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ‘
وروى عن بعض التابعين أنه كان يقول في القنوت : ‘ اللهم ابرم لهذه الأمة أمراً رشيداً تعز فيه وليك ، وتذل فيه عدوك ، ويعمل فيه بطاعتك ، وتنهي عن معصيتك ‘ ، فإن قنت بهذا جاز ، والمروى عن النبي ( ص ) في القنوت أحب إلينا من غيره وأي شيء قنت من الدعاء المأثور وغيره أجزأه عن قنوته ، فأما إذا قرأ آية من القرآن ينوي بها القنوت فذلك ضربان :
أحدهما : أن تكون الآية دعاء ، أو تشبه الدعاء كآخر سورة البقرة : ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) [ البقرة : 286 ] إلى آخره أو ما في معناها وهذا يجزئ عن قنوته
والثاني : أن يقرأ بما لا يتضمن معنى الدعاء كآية الدين ، وسورة ( تبت يدا أبي لهب ) ففيه وجهان :
أحدهما : يجزئه إذا نوى به القنوت ، لأن القرآن أشرف من الدعاء