پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص120

قال الماوردي : وهذا كما قال : التسبيح في الركوع والسجود سنة مأثورة ، وليس بواجب وهذا قول كافة الفقهاء وقال أحمد بن حنبل : التسبيح فيها واجب لرواية عقبة بن عامر قال : ما نزل قوله تعالى : ( فسبح باسم ربك العظيم ) [ الواقعة : 74 ] قال رسول الله ( ص ) : ‘ اجعلوها في ركوعكم ‘ ولما نزل ( سبح اسم ربك الأعلى ) قال ( ص ) : ‘ اجعلوها في سجودكم ‘

وروى صلة بن زفر عن حذيفة أنه صلى مع رسول الله ( ص ) وكان يقول في ركوعه : ‘ سبحان ربي العظيم ، وفي سجوده : سبحان ربي الأعلى ‘

ودليلنا : قوله ( ص ) للأعرابي في حديث أبي هريرة ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ، فاقتصر به على بيان المفروض ، ولم يكن في بيان التسبيح ، وهكذا حين وصف أبو حميد الساعدي صلاة رسول الله ( ص ) ، ولأن أفعال الصلاة ضربان :

أحدهما : لم يكن خضوعاً في نفسه كالقيام ، والقعود لاشتراك فعله الخالق والمخلوق فهذا مفتقر إلى ذكر فيه ليمتاز به عن أفعال المخلوقين

والثاني : ما كان خضوعاً في نفسه كالركوع والسجود ، لأنه لا يستباح إلا للخالق دون المخلوق فلا يفتقر إلى ذكر ليميزه عن أفعال المخلوقين ، فأما الخبر فعلى طريق الاستحباب

( فصل )

: فإذا تقرر أن التسبيح سنة فأدنى كماله ثلاثاً لرواية ابن مسعود أن النبي ( ص ) قال : إذا ركع أحدكم وقال سبحان ربي العظيم ثلاثاً فقد تم ركوعه ، وهو أدناه [ وإذا سجد وقال ‘ سبحان ربي الأعلى ‘ فقد تم سجوده وهو أدناه ] فأما أتم الكمال فإحدى عشرة ، أو تسعاً ، وأوسطه خمس ولو سبح مرة أجزأه قال الشافعي : وأحب أن يقول في ركوعه بعد التسبيح ما حدثنيه إبراهيم بن محمد بن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال : كان النبي ( ص ) إذا ركع قال اللهم لك ركعت ولك أسلمت وبك آمنت وأنت ربي خشع لك سمعي وبصري وعظامي وشعري وبشري وما استقلت به قدمي لله رب العالمين فإن كان إماماً اقتصر على التسبيح وحده ليخفف على من خلفه